أشرف الفريق السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على افتتاح أشغال ملتقى وطني حول "حروب الجيل الجديد: التحديات وأساليب المواجهة" المدرسة العليا الحربية بالناحية العسكرية الأولى، حسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني. الملتقى الذي يندرج في إطار اليقظة الإستراتيجية ومتابعة مستجدات الساحة الدولية، لاسيما فيما يتعلق باستيعاب أهداف وأبعاد الحروب الجديدة حضره وزراء كل من الشؤون الخارجية، الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، العدل، والاتصال، علاوة عن قادة القوات والدرك الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى، ورؤساء دوائر ومديرون ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني. الندوة التي تدوم يومين ينشطها أساتذة جامعيون وأخصائيين جزائريين مدنيين وعسكريين، بغرض تسليط الضوء على أهم جوانب هذا الموضوع الهام. وألقى الفريق السعيد شنڨريحة كلمة بالماسبة، أكد فيها أن حروب الجيل الجديد هي حروب لها أسلوبها الخاص، فهي تستهدف المجتمعات، وتقوم على الدعاية والدعاية المضادة، من خلال تبني استراتيجية التأثير على الإدراك الجماعي وأوضح "إنّ حروب الجيل الجديد، أو كما يسميها البعض بالحروب الهجينة، هي حروب لها أسلوبها الخاص، فهي تستهدف المجتمعات، وتقوم على الدعاية والدعاية المضادة، من خلال تبني استراتيجية التأثير على الإدراك الجماعي، بغرض التلاعب بالرأي العام لمواطني الدولة المستهدفة، وتوجيه سلوكياتهم ونمط تفكيرهم، دون أن تعلن عن نفسها، ودون أن يكون لها عنوان واضح أو تأثير مكشوف، غايتها إجهاد النظام القائم، وتفكيك الدولة من الداخل، باتباع خطوات طويلة الأمد، وباستعمال أدوات ووسائل مختلفة، معلوماتية، اقتصادية، اجتماعية وعسكرية. كما ساهمت إفرازات العولمة في توسيع أشكال وأساليب تجسيدها، بهدف تضليل وتغليط مختلف فئات المجتمع، وتزوير الحقائق والضغط على الحكومات". وتابع الفريق قائلا :" على ضوء ما سبق، فإنّ من أهم الأهداف المسطرة لهذا الملتقى، هو إبراز الدور المتنامي، لتضافر جهود كافة الفاعلين، من مؤسسات الدولة ومجتمع مدني ومواطنين، في تعزيز مقومات الدفاع الوطني، والقدرة على التصدي للمخاطر التي تعددّت وتوسعت أبعادها، لتشمل كافة مجالات النشاط في الدولة والمجتمع". وأشار الفريق شنڨريحة إلى أن التداعيات المحتملة على أمن واستقرار بلادنا، جراء تدهور الأوضاع الأمنية في محيطنا الإقليمي، والمحاولات الخبيثة والمتكررة، لضرب الانسجام الاجتماعي، تفرض على الجميع تعزيز أواصر الوحدة الوطنية وقال في هذا الصدد "إنّ التداعيات المحتملة على أمن واستقرار بلادنا، جراء تدهور الأوضاع الأمنية في محيطنا الإقليمي، بالإضافة إلى المحاولات الخبيثة والمتكررة، لضرب الانسجام الاجتماعي، تفرض علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية، وتمتين تلاحُمنا، ورص جبهتنا الداخلية، كضرورة قصوى لمواجهة كافة التهديدات من جهة، ومن جهة أخرى، العمل على كسب مختلف الرّهانات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، التي باشرتها الدولة، بقيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، من أجل تحقيق الرفاهية والازدهار، وتحسين ظروف العيش الكريم لمواطنات ومواطني شعبنا الأبي". وذكّر الفريق شنڨريحة بأنّ الدفاع الوطني، واجب مقدس ومسؤولية جماعية، يجب تحملها أفراداً وجماعات ومؤسسات، من خلال جعل المصالح العليا للوطن أهم الغايات "نعم، لقد سمح النضج والوعي السياسي الذي يتسم به الشعب الجزائري، بمواجهة مثل هذه المخططات الخبيثة وإفشالها، في الماضي القريب، إلا أنّ ذلك لَا ينبغي فِي أَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالْ أَنْ يُشَكِّلَ غَايَةً فِي حَدِّ ذَاتِهِ، بل يتعين أن يظل وسيلة يعتمد عليها في التعزيز المتواصل لليقظة والحس الوطني، والإدراك بما يدور ويُخطط ضدّ بلدنا، والاستعداد لِمُوَاجَهَة كافة الاحتمالات والسيناريوهات. كما لا يسعني في هذا المقام، إلاّ أن أُذكِّر بأنّ الدفاع الوطني، واجب مقدس ومسؤولية جماعية، يجب تحملها أفراداً وجماعات ومؤسسات، من خلال جعل المصالح العليا للوطن أهم الغايات، وتعزيز جدار الصد ضد كل الحملات المغرضة، التي تحاول عبثا، استهداف وحدتنا الوطنية وسيادتنا واستقرارنا، فعلينا جميعا مواصلة التفاني في العمل، والإخلاص للوطن، ولعهد الشهداء الأبرار، كافة الشهداء، لتظل الجزائر على الدوام آمنة، مستقرة، قوية وشامخة". عقب ذلك، أعلن السيد الفريق عن الافتتاح الرّسمي لفعاليات هذا الملتقى. وتواصلت فعاليات هذا الحدث العلمي بإلقاء محاضرات قيمة من قبل أساتذة جامعيين ومختصين، تمحورت حول ثلاث محاور رئيسية وهي: دراسة إبستيمولوجية لحروب الجيل الجديد، القوة الناعمة في حروب الجيل الجديد: الإعلام والحرب النفسية وحرب المعلومات، وأخيرا، استراتيجيات مواجهة حروب الجيل الجديد وخصوصيات الدولة الجزائرية، وذلك بهدف تسليط الضوء على مختلف جوانب وأساليب هذه الحروب، التي صارت، منذ مطلع الألفية الجديدة، تشكل تهديداً حقيقياً على أمن واستقرار العديد من دول العالم.