أجمع خبراء سياسيون وأمنيون أن الاعترافات التي أدلى بها العضوالسابق في الحركة الانفصالية "ماك"، حدار نورالدين تُؤكد مدى خطورة المخططات التي تُحاك ضد أمن واستقرار الجزائر، مُضيفين أن حركة "ماك" وحركة "رشاد" تعملان ضمن أجندة واحدة مشتركة وهي نشر الفوضى بالبلاد بدعم مغربي – صهيوني بالدرجة الأولى. .. مواقف الجزائر حيال القضيتين الصحراوية والفلسطينية لا تعجب الانفصاليين وأبرز أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر 3، البروفيسور محند برقوق، أهم العوامل الأساسية التي تدفع بالحركة الانفصالية "ماك" على العمل من أجل تفكيك وحدة الجزائريين والعمل على زعزعة استقرار الأمة، مضيفًا خلال استضافته في برنامج "الجزائر مباشر" على الإخبارية الثالثة للتلفزيون الجزائري، أن ما تعيشه الجزائر منذ الاستقلال على جميع المستويات " يزعج هؤلاء وكل من يقف ورائهم "، مشيرًا أن المواقف المبدئية للجزائر بخصوص قضية الشعبين الصحراوي والفلسطيني "لا تعجب هذه الأطراف الانفصالية وفتحت المجال لمثل هذه المخططات ومخططات أخرى سابقة تهدف لتفكيك الدول وهذا ترتيب جيواستراتجي للمنطقة". وفي هذا السياق، قال البروفيسور محند برقوق، إن الجزائر تعاني منذ حوالي 30 سنة من "مجموعة من المسارات التفكيكية تهدف ليس فقط لضرب استقرار بلادنا بل حتى لضرب وحدة وجدان الدولة الجزائرية من خلال الإرهاب وما رأيناه لاحقًا من التصورات المناقضة لمبادئ وحدوية الهوية ولكن أيضًا من خلال توظيفها من طرف بعض الفواعل الدولية عن طريق أدواتها داخل الجزائر "، موضحًا أن "ما رأيناه بعد سنتين من الحراك السلمي وما أفرزه من مسارات جديدة لهندسة نظام سياسي جديد من خلال انتخابات رئاسية وبعدها بناء دستور توافقي يؤمن للجزائريين حقوقهم وفق الشرعية الديموقراطية وضمان التوازنات ما بين السلطات وصون الهوية بكل أبعادها كلها تطورات غذت مخططات أعداء الجزائر في الداخل والخارج". ..استقلالية القرار في الجزائر "تزعج الكثيرين" من جهته أكد الخبير الأمني، أحمد كروش، أن استقلالية القرار في الجزائر "تزعج الكثيرين منهم حركتا "الماك" و"رشاد" اللتين تعملان بتعليمات معلم واحد لتنفيذ مخططاتهم الانفصالية والعمل على تشتيت وتفريق الجبهة الداخلية "، مُذكرًا بمساعي "هذا المعلم الواحد الذي حاول منذ سنوات على خلق الفوضى بالجزائر خلال العشرية السوداء باسم الإرهاب وصولًا إلى ظهور حركة الماك التي تدعمها وتخطط لها قوى أجنبية وتنفذ مُخططاتها من الداخل". وفي سياق تحليله لمدى خطورة الاعترافات التي أدلى بها العضوالسابق في الانفصالية حدار نور الدين، أشار الخبير الأمني أن "ما يزعج الماك ورشاد هي قوة الجزائر إقليميًّا وأكثر من هذا اللحمة بين الشعب وجيشه من خلال المسيرات المليونية وهي بالتالي تعمل على تفكيك هذه اللحمة ". أما بخصوص نقطة الالتقاء بين "الماك" و"رشاد"، قال البروفيسور محند برقوق، إن كلا الحركتين "تستعمل اللغة والدين وتتعاملان مع الخارج لافتعال قضايا تتعلق بالحقوق والحريات تمهد للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي "، مضيفا أن حركة "ماك" معروف بقربها من نظام المخزن والكيان الصهيوني"، وهونفس التحليل الذي ذهب إليه الخبير الأمني أحمد كروش قائلا" الماك ورشاد تتحركان بتعليمات من معلم واحد لتنفيذ مخططاتها وهومن يضمن التخطيط والتمويل من أجل زرع الفوضى والعنف في البلاد". ..الجزائر مستهدفة من جماعات متطرفة وانفصالية أكد الخبير في المسائل الأمنية حسان قاسيمي بأن الجزائر تعرف حاليا تصاعدا في الأعمال التحريضية والتخريبية على مستوى التراب الوطني . وأشار الخبير الأمني لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للقناة الثالثة للإذاعة إلى أن هذه النشاطات تقوم بها جماعات ذات مرجعية انفصالية ومتطرفة مبرزا بعض النشاطات التي تقوم بها جماعة "الماك " في الخفاء والتي تطمح لتجميع أسلحة قصد "تكوين جماعات مسلحة في بعض مناطق البلاد". ولاحظ قاسيمي في معرض حديثه بأنه عندما نقوم بتحليل عميق لأبعاد هذه الظاهرة في مجملها فانه يمكننا القول بان هناك " مخطط واضح لتفتيت وتفكيك الدول وتحديدا تلك التي تتمتع وتزخر بثروات طبيعية". وتابع ضيف الاذاعة قائلا " إن مثل هذه الدول تم وضع خارطة طريق لضرب استقرارها والجزائر هي اليوم في عين الإعصار حيث لاحظ بأنها فعلا مستهدفة بمثل هذه النشاطات التخريبية". وضمن هذا السياق، كشف قاسيمي عن وجود مخططات أجنبية تستهف الجزائر مثلما يتضح ذلك من خلال وجود بعض النشاطات المشبوهة على الحدود مؤكدا بأنها تمثل أخطارا حقيقية على أمن البلاد ، منبها إلى أن الجزائرمحاطة بحزام ناري مغاربيا وعلى المستوى الجهوي و منطقة الساحل . وأشار الضيف الى التطورات الحاصلة في الفضاء المغاربي والساحل الافريقي بجوار الجزائر ووصفها بأنها أخطار محدقة ببلادنا والمتمثلة في مظاهر عدم الاستقرار والتي لا يجب إغفالها ، مشيرا إلى وجود إرادة حقيقية للمساس بأمن واستقرار الجزائر ومن تلك المؤشرات وجود الكيان الصهيوني على حدودنا. وانطلاقا من ذلك ، وجب التنبيه يضيف الخبير الأمني حسان قاسيمي إلى أهمية العمل على تضافر الجهود بغية التحكم ودرء هذه الاخطار التي تنذر بإشعال المنطقة برمتها.