اعتدت قوات إسرائيلية ومستوطنون، الإثنين، على نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي، وفلسطينيين معتصمين في حيّ الشيخ جراح، وسط القدسالمحتلة. وأفاد شهود عيان بأنّ زعيم حزب "الصهيونية الدينية" (يميني متطرف) بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غبير زعيم حزب "الجبهة اليهودية" (يميني متطرف)، اقتحما حيّ الشيخ جراح، بهدف دعم اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. وذكر الشهود أن فلسطينيين معتصمين في الحي، ونوابا عربا بالكنيست من بينهم رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة، والنائب أسامة السعدي، تصدوا لهم، قبل أن تعتدي قوات الاحتلال والمستوطنون عليهم بالضرب. وقامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من الفلسطينيين المعتصمين في الحي بينهم أفراد أسرة، بحسب الشهود. وفي وقت سابق أمس، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية من باحات المسجد الأقصى، بعد اقتحام استمر 4 ساعات صباح الإثنين. وبعد أن أغلقت الشرطة الإسرائيلية أبواب الأقصى لفترة من الوقت، انسحبت من ساحاته وتم إعادة فتح الأبواب حيث عاد المصلون للدخول إلى المسجد. ودخل الفلسطينيون المسجد مهللين مكبرين، وتعالت الهتافات: "الله أكبر". وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إصابة 331 شخصا بينها 7 حالات خطيرة للغاية خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة بالقدس. وقالت الجمعية في بيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت عددا من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني العاملة في محيط المسجد الأقصى. كما أغلقت قوات الاحتلال باب العيادة الطبية في المسجد الأقصى "باللحام الحديدي"، لمنع علاج المصابين. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان قولهم إن "قوات الاحتلال اعتدت على الطواقم الطبية، وأخرجت جميع من بالعيادة، قبل أن تقوم بإغلاقها بشكل كامل". وقال المدير الطبي لمستشفى المقاصد في القدس، الدكتور نزار حجة، إن قسمي الطوارئ باتا مليئين بالجرحى، منوها لفتح الأقسام العلوية من المستشفى لاستقبال المصابين الذين ينقلون تباعا، علاوة على تحويل الساحة العامة إلى مشفى ميداني. ويؤكد الصحفي ياسر العقبي من إذاعة الناس التي تبث من مدينة الناصرة في الداخل ل"القدس العربي" أن هناك عددا من المصابين المحاصرين داخل المسجد المرواني. وكان المئات من الفلسطينيين قد احتشدوا في المسجد الأقصى، منذ فجر أمس لمنع أي اقتحام إسرائيلي للمسجد. ومطلع شهر رمضان، أعلنت جماعات استيطانية عن تنفيذ "اقتحام كبير" للأقصى يوم 28 رمضان ، بمناسبة ما يسمى ب"يوم القدس" العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967. وعلى خلفية هذا العدوان الخطير على الحرم القدسي الشريف وعلى المتظاهرين الفلسطينيين، قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل أراضي 48، إن حكومة الاحتلال وجيشها ومخابراتها وعصابات المستوطنين الإرهابية، تصعد عدوانها على القدسالمحتلة، من خلال الأوهام الكولونيالية بكسر الوقفة البطولية لشعبنا، وأهالي القدس، ضد جرائم الاحتلال، وتنغيص حياة المقدسيين في مدينتهم، والعدوان الإرهابي صباح الاثنين، على المسجد الأقصى، هو أكبر إثبات على أهداف الاحتلال. وقالت إن "الاحتلال أيقن أن كل الرهان على كسر شوكة القدس وأهلها، سجل فشلا ذريعا"، مؤكدة أن "القدس عاصمة فلسطين ولها شعبها يحميها، والمقدسيون يسجلون كل يوم أسطورة بطولية، وبشكل خاص منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، الذي بدأ فيه الاحتلال معركة لتنغيص حياة المحتفلين، بموازاة عدوانه شبه اليومي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك". ودعت اللجنة إلى "تكثيف تواجد جماهيرنا والقيادات في القدس، وتكثيف النشاطات الكفاحية في جميع المناطق والبلدات".