سيشهد أواخر هذا الشهر ومطلع شهر سبتمبر القادم مشاركة مهمة للأفلام الجزائرية في مختلف المهرجانات والتظاهرات السينمائية العربية، التي تحتضنها دول عربية أو أوروبية على غرار العاصمة السويديةستوكهولم، وسويسرا. ما يزال الفن السابع الجزائري محافظا على تألقه في مختلف التظاهرات السينمائية الدولية، سواء من حيث المشاركة أو حصد الجوائز والاعترافات والتكريمات، فقد شاركت الجزائر في مهرجان السينما إفريقيا الذي اختتمت فعاليته أمس بمدينة لوزان السويسرية، من خلال الفيلم القصير "توفة" للمخرج إبراهيم شقاف، وهو من إنتاج مشترك جزائري-صحراوي، يحكي في 30 دقيقة حياة امرأة طردت من أرضها الأصلية إلى المنفى حيث استقبلتها نساء من جاليتها يلعبن دورا محوريا في نقل تاريخ وقيم المجتمع الصحراوي في انتظار استئناف طريق العودة، كما عرض في ذات المهرجان الفيلم الخيالي الطويل " أختبئ لكي أدخن" للمخرجة الفرنسية الجزائرية ريحانة أوبرماير. كما ستكون الجزائر حاضرة في الدورة الثانية من مهرجان عمان السينمائي الذي تنطلق فعالياته اليوم وتختتم نهاية شهر أوت الجاري، من خلال فيلمين وهما "سيجار العسل" للمخرجة الفرانكو جزائرية كامير عينوز " و "جزائرهم" للمخرجة لينا سويلم، حيث من المقرر أن يتنافس فيلم "سيجار العسل " على جائزة "السوسنة السوداء" لفئة الأفلام الروائية الطويلة العربية إلى جانب أعمال عربية أخرى منها فيلم "أوليفر بلاك" لتوفيق بابا و"زنقة كونتاكت" لإسماعيل العراقي و"نزال آخر" لمحمد فكران وغوستافو كورتيس بوينو من المغرب، و"الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية، والفيلم اللبناني "تحت سماء أليس" لكلوي مازلو، و"حمام سخن" للمصرية منال خالد. وبالعودة إلى فيلم "سيجار العسل" وهو من إنتاج سنة 2020 ، تتطرف فيه مخرجته قمير عينوز على مدار 100 دقيقة أحداث عائلة جزائرية محافظة تنتقل للعيش في باريس سنة 1993 أين تلتقي سلمى ذات ال 17 سنة مع الشاب المحطم جوليان الذي سرعان ما تنجذب إليه بشدة لتصطدم بكثير من القيود الاجتماعية والدينية في بيئتها الجديدة المنفتحة التي تدخلها في دوامة من الصراعات والتناقضات، ويشارك في تأدية أدواره عديد الفنانين الجزائريين، على غرار الممثلة زوي عجاني التي أدت دور البطولة في الفيلم، ريم تاكوشت ، إلياس سالم، سمير الحكيم، ووجوه جزائرية جديدة. أما فيلم "جزائرهم" للمخرجة لينا سويلم فرنسية الجنسية من أصول جزائرية فلسطينية، غمار المنافسة على جائزة "السوسنة السوداء" لفئة الأفلام الوثائقية العربية الطويلة إلى جانب "أرض جيفار" لقتيبة برهمجي من سوريا، "القصة الخامسة" لأحمد عبد من العراق. ويروي "جزائرهم" وهو من إنتاج مشترك جزائري فرنسي، قصة جديها عائشة ومبروك في الهجرة ومن خلاله تدخل إلى ذاكرة المهاجرين الجزائريين في مدينة تيير الفرنسية، حيث تعود المخرجة في أول تجربة لها مع الوثائقي الطويل إلى ذاكرتها العائلية عبر قصة عائشة و مبروك اللذان عاشا تجربة الطلاق والانفصال، وبعد ستيّن عامًا من زواجهما على أرض الجزائر المستعمرة قبل هجرتهما بحثا عن لقمة العيش. وبعد الانفصال انتقل كلّ منهما للعيش في منزل منفرد، في بنايتين تفصل بينهما عشرات الأمتار. الحفيدة لينا تعود لتلك الذاكرة بحثا عن أسباب الانفصال، لكنها في السياق تكشف لنا جزءا من تاريخ الذاكرة الجزائرية في المهجر. وقد سبق وأن توج فيلم "جزائرهم" بجائزة أفضل فيلم عربي وثائقي طويل بالطبعة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر العام المنصرم كما حاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان مالمو ال 11 للسينما العربية بالسويد أفريل الماضي. وفي شهر سبتمبر سيشارك فيلم "سيعود" للمخرج يوسف محساس في مهرجان الأمل السينمائي الدولي في ستوكهولم، الذي يقام افتراضيا، وأنتج فيلم "سيعود" بمساهمة المركز الجزائري لتطوير السينما وشركة روداكم، وتدور أحداثه خلال العشرية السوداء، صاحب محل للحلاقة يستعد لإغلاقه نهائيا وتغيير المهنة، يدخل محله رجل غريب رفقة ابنه الصغير ويطلب منه بإصرار، قص شعر الطفل رغم اعتراض الحلاق. يخرج الرجل لقضاء حاجة ويترك الطفل، وبعد لحظات يُسمع صوت انفجار عنيف، تطول مدة الانتظار، ولا يعود الأب، إلا أن الطفل يصر يوميا على الذهاب إلى المحل، ويبقى ينتظر عودة والده. يتميز الفيلم بحبكة القصة، ونجاح المخرج في شد انتباه الجمهور طيلة مدة العرض، إلى جانب الأداء الجيد للممثلين الذين انغمسوا في الأجواء الدرامية للقصة، شارك في أداء الأدوار الرئيسة كل من سليمان لوراري والممثلة نهى أولعة. والمخرج يوسف محساس خريج المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري دفعة 2012. ويذكر أن مهرجان الأمل السينمائي الدولي بستوكهولم في السويد، يهتم بسينما المرأة والطفل، وسينما ذوي الإعاقة. ويُنتظر عرض الأفلام المختارة بشكل أساس، في العاصمة السويديةستوكهولم؛ بسبب الظروف الاستثنائية الحالية التي تمر بها البلاد وبقية العالم من جائحة كورونا. ويتنافس المشاركون في المهرجان على عدة جوائز، منها درع الأمل لأفضل فيلم روائي طويل، ودرع الأمل لأفضل مخرج، ودرع الأمل لأفضل سيناريو، ودرع الأمل لأفضل ممثل وممثلة، ودرع الأمل لأفضل فيلم قصير، إلى جانب جائزة لجنة التحكيم للتميز والإبداع للفيلم القصير.