شرع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي في انتاج أجدد أعماله المسرحية التي تحمل عنوان "رمادة 19" والمأخوذة من رواية "ليلة رمادة" للروائي الجزائري واسيني الأعرج، وعمل على اقتباسها الكاتب عبد الرزاق بوكبة، أما الإخراج فقد اسند للمخرج شوقي بوزيد، وتمثيل كل من محمد خليل جباري، أيمن بن صالح، بوحجر بوتشيش، منيرة بن فيسة، أسماء شيخ، بالإضافة إلى بلال بن مداني. اوضح بيان لإدارة المسرح الوطني أن هذا العمل الذي انطلق في أنجازه مؤخرا، والذي سيكون تحت إشراف شوقي بوزيد مخرجا، وعبد الكريم بريبر كمساعد مخرج، سيكون جاهز للعرض بعد أقل من شهرين من الان، وجاء اختيار رواية واسيني الأعرج التي تعد ثمرة للأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر على غرار باقي دول العالم، وفق ذات المصدر "للفكرة الفلسفية التي خلقتها الرواية، هل سنتغير بعد الكوفيد كأفراد في علاقاتنا الإنسانية؟ بعد أن أجبرنا هذا الفيروس على التباعد بمفهومه الواسع، وأجبرتنا الحيطة على التقارب في مفهومه الضيق.. ففي الحجر الصحي وفي نفس الوقت التباعد، تضادّ رهيب، والتناقض عينه، وهذا ما سيدفع بالفرد إلى السؤال والتساؤل، وحتما سيكون هناك تغيير في السلوك.. كما سيكون هناك تغيير في السياسات". من جانبه كتب الروائي واسيني الأعرج حول هذا المشروع "بدأ المخرج المسرحي المميز، الصديق شوقي بوزيد، التدريبات على مسرحية "رمادة 19" التي اقتبسها الكاتب الصديق عبد الرزاق بوكبة عن رواية "ليليات رمادة".. وقد استدعى المخرج شوقي بوزيد كوكبة من الفنانين من الممثلين المحترفين وخريجي معهد الفنون الدرامية من أمثال بوحجر بوتشيش، منيرة بن فيسة، أسماء شيخ، بلال بن مداني، محمد خليل جباري، أيمن بن صالح لأداء أدوار شخصيات الرواية". ورواية "ليليات رمادة" والتي صدرت إلكترونيا في سبتمبر الماضي، ووُزعت في الأسواق العربية بجزءيها "تراتيل ملائكة كوفيلاند"، و"رقصة شياطين كوفيلاند"، نشأت فكرتها من مناخات "كوفيد 19″، خلال إقامة الكاتب واسيني الاعرج في منطقة شمال باريس الحمراء، التي عُدت من أكثر المناطق وباء ونشاطا فيروسيا، حيث احتمالات الإصابة فيها كثيرة، وتدور رواية "ليليات رمادة" حول رمادة (راما)، طبيبة و"شادي" مايسترو، يستعدّ لإحياء سهرته الأخيرة في الأوبرا الوطنيَّة، قبل سفره نحو فيينّا، استجابة لالتزاماته الفنِّيَّة، يلتقيان، فتتغيَّر حياتهما كلِّيًّا، ليلة واحدة في بيته الساحليّ، كانت كافية ليكتشفا الحياة الكامنة فيهما من جديد، والذهاب بعيدًا في مغامرة الحياة، إلَّا أنَّ انتشار وباء كورونا، يغيِّر كلَّ شيء، لكنَّه لا يهزم الرَّغبة في مواصلة الحلم، يفاجأ شادي وهو في فيينَّا، بإصابته بفيروس كورونا، حبَّه لرمادة يرفع به إلى المقاومة أكثر من أجل الحياة، قسوة المرض كانت مفجعة، وفى ليالي الانكفاء الباردة، تقرِّر راما أن تكتب في كلِّ ليلة، رسالة لحبيبها شادي، حتى لو كانت تعرف سلفًا أنَّه لن يقرأها، بسبب وهنه الصحّيّ.