انتقد الكاتب الاردني محمود الزيودي من بين ثلاثمئة مسرحي عربي من الجنسين في مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة ... أربع عشرة مسرحية عربيّة واردنيّة حديثة المسرحية الجزائرية الشهداء يعودون التي عرضت في مهرجان دمشق قبل حوالي عشرين عاما. وقد تغيّر أغلب الممثلين والممثلات الذين لعبوا شخصياتها في الماضي شبابا. وقال عن ممثليها أنهم أصبحوا الآن في سن العجز الذي يبطئ حركتهم على المسرح .شهد الحفل الختامي الإعلان عن المسرحية الفائزة بجائزة الشيخ سلطان القاسمي، وكانت من نصيب المسرحية التونسية مرض زهايمر، وهي من إخراج وتأليف مريم بوسالمي، وتبلغ قيمة الجائزة مئة ألف درهم إماراتي، وتسلم رسمياً لفريق المسرحية خلال أيام الشارقة المسرحية في آذار المقبل. وقد أشار الناقد الفلسطيني زيناتي قدسية باسم لجنة التحكيم الى أن المسرحية التونسية استوفت شروط العمل المسرحي الابداعي بما يتضمنه من عناصر بصرية وسينوغرافية وحوار اقترب في لغته من الشعرية السوريالية، كما أكد قدسية أن المسرحية ذات بنية متكاملة ان كان على صعيد النص أو الديكور أو الاضاءة والأزياء وغيرها، وقال: إنها خلقت فضاء مسرحيا فاعلا ومؤثرا. كما أشادت لجنة التحكيم بجميع المسرحيات المشاركة، لكنها نوهت بصورة خاصة بأهمية عدد من المسرحيات وهي حسب قيمتها الفنية: عشيات حلم من الأردن، الهواوي قايد النسا من المغرب، المجاريح من قطر، احتراق من السودان، حرب النعل من الإمارات، قبل أن تعتلي الفنانة العربية سميحة أيوب المسرح وتعلن عن المسرحية الفائزة. أما المسرحيات التي كانت شاركت في المهرجان فهي: طقوس وحشية من الكويت، سي في وبس بقرش من الأردن، مريم وتعود الحكاية من السعودية، الشهداء يعودون من الجزائر، بيت النفادي من مصر، خراريف من ليبيا، ومكاتيب من لبنان. أمين عام الهيئة العربية المسرحية اسماعيل عبدالله وجه في كلمة له خلال حفل الختام، نداء إلى الفنانين والمسرحيين العرب كافة طالبهم بها بالمواظبة على تطوير أدائهم المسرحي، وألا يهجروا المسرح الى حقول درامية أخرى شغلت معظمهم عنه خلال السنوات الماضية، وقال لا تذهبوا عن المسرح، لا تتركوه للوحدة وبرد الوحشة، فهل يمكن للمرء أن يعيش دون خفقان الحياة؟.. ها هو السيد النبيل، المسرح، فاتحاً ذراعيه لكم دوماً فارتموا في أحضانه.كما وشكر نقيب الفنانين حسين الخطيب، في كلمة له، الهيئة العربية للمسرح وحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي لتنظيمهم المهرجان، والعطاء الكبير الذي يبذلونه من أجل المسرح العربي وتبنيهم للمواهب الابداعية كافة. ورأى الخطيب أن المسرح العربي في ظل الثورات والتغييرات العديدة التي شهدها ويشهدها عالمنا العربي مسرح جديد ومتجدد. أما الكلمة التي ألقاها رئيس لجنة التحكيم في المهرجان الفنان اللبناني روجيه عشاف، فقد فاضت بالتساؤلات الملحة حول مستقبل المسرح وضرورته، وما يمكن أن يقدمه له الجيل الجديد في العالم العربي. وقال عساف إن المشهد يوحي في الظاهر بتراجع المسرح واعتباره حرفة بالية نتيجة لازدهار فنون أخرى كالسينما وانتشار وسائط التكنولوجيا الحديثة، لكنه أكد أنه ورغم ذلك فان المسرح لا يزال نشطاً وفاعلاً ويتطور باستمرار مستفيداً من التطورات المادية والتكنولوجية الكبيرة والمتسارعة في العالم.وأختتم الحفل بتكريم المشاركين وتقديم الدروع والشهادات لهم من قبل وزارة الثقافة ممثلةً بأمينها العام مأمون التلهوني ونقابة الفنانين ممثلةً بالنقيب حسين الخطيب والهيئة العربية للمسرح ممثلةً باسماعيل عبدالله.