ترحل في 10 من الشهر الحالي مسرحية ''الشهداء يعودون'' لمخرجتها صونيا إلى الأردن، للتنافس مع ستة أعمال مسرحية عربية تأهلت للعرض الأخير، بحثا عن التتويج بأحسن عمل مسرحي عربي لسنة 2011 ونيل جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والظفر بعرضها في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية مارس المقبل. تعد مسرحية''الشهداء يعودون'' النسخة الجديدة للعمل المسرحي الشهير ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' لكاتب نصه المرحوم الطاهر وطار والمقتبس من طرف الفنان الكبير محمد بن قطاف، الذي صنف ضمن روائع الفن الرابع الجزائري المعاصر، في حين أنتج هذا العمل الجديد القديم في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011. وقد نجحت المخرجة والممثلة صونيا في وضع لمسة إبداعية جديدة على هذه المسرحية يغلب على ديكورها اللونين الأبيض والأسود، ومنح الفرصة للشباب للمشاركة في هذا العمل لكبار المثقفين الجزائريين الطاهر وطار ومحمد بن قطاف، كما حملت المسرحية عدة إسقاطات على الواقع، ليبقى التساؤل بشأن عودة الشهداء وموقفهم من واقع حال اليوم موضوعها. فبعد ثلاث دورات في القاهرة، تونس، وبيروت، يقيم المهرجان العربي للمسرح بالتزامن مع اليوم العربي للمسرح الذي يُصادف 10 جانفي من كل عام، الدورة الرابعة للمهرجان بالأردن فرصة لعقد لقاءات ثقافية وتبادل الخبرات المسرحية بين المثقفين والمسرحيين، ورجال الفكر من مختلف الوطن العربي. وصلت سبع مسرحيات عدة دول عربية للعرض النهائي في هذه التظاهرة الثقافية، وتعلق الأمر بالإضافة إلى ''الشهداء يعودون'' بكل من المسرحيات ''مجاريح'' من قطر، ''احتراق'' من السودان، ''مرض زهايمر'' من تونس، ''حرب النعل'' من الإمارات، ''الهواوي قايد النسا'' من المغرب، و''عشيات حلم'' من الأردن، وذلك بعد اختيارات ومشاهدات عديدة أجرتها لجنتان متخصصتان. أما لجنة تحكيم جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لعام 2011 التي شكّلتها الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح لمشاهدة العروض المسرحية الخاصة بالجائزة والمشاركة في عروض مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة في العاصمة الأردنية عمان، فتتألف من سمير العصفوري ''مصر''، روجيه عساف ''لبنان''، زيناتي قدسية ''فلسطين''، حسن المنيعي ''المغرب''، وموسى آرتي ''الكويت''، ويتخلل برنامج العرس الثقافي المسرحي بالأردن جملة من النشاطات والفعاليات التي من شانها توطيد العلاقات والتبادلات بين مختلف الدول العربية، من بينها ملتقى فكري بعنوان ''المسرح والتغيير أفق المستقبل''، الذي يشارك فيه مجموعة من رجال الفكر والمسرح على مستوى الوطن العربي، بالإضافة الى تسليط الضوء على تجارب شابة مسرحية. أما كلمة المسرحيين في المهرجان فتعود إلى الفنانة والمسرحية الكويتية سعاد عبد الله، حيث تنوه ذات الممثلة بالدور الكبير الذي يلعبه المسرح في الكثير من المواقف، قائلة، حسب ما ورد في موقع الهيئة العربية للمسرح، ''منذ وعيي وإدراكي أهمية هذا العالم، عملاً ومشاهدة، وهو يواكب قضايا الشعوب، من خلال عمالقة كتبوا، ونجومٍ جسّدوا حياة إنسانية، وكان دائماً وأبداً شعلة مضيئة، تنير طريق الأمم، في حالات السلم والحرب، وتنادي إلى خيرٍ و وئامٍ وسلامٍ في كل حين، ولكن، اليوم، وفي ظل ما تعانيه شعوب الأرض من نكبات الطبيعة ونكبات البشر، أرى أن المسرح، كحال أبنائه، يقف مكتوف اليدين أمام ما حدث ويحدث كل يوم، مخلفاً المرض والجوع والعجز لملايين الأطفال والنساء والشيوخ في شتى بقاع الأرض، فأية حسرة وأهل المسرح يجدون الإنسانية أقل حظوظاً وأتعس حالاً في ألفية جديدة.. فلنجعل المسرح صنو الحياة، وعلينا، نحن أهل المسرح، أن نبني عبر هذا الصرح المرآة.. الحياة المبتغاة.. وأن نكون أمل الحياة على المسرح وأمل المسرح في الحياة.''