أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن الوزارة "مستعدة" لتنظيم شعيرتي العمرة والحج في حال إقرار السلطات العمومية إعادة فتح المجال لذلك. وقال السيد بلمهدي خلال تقديمه عرضا حول دائرته الوزارية أمام لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني،ّ وبحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان، بسمة عزوار،أن الوزارة "مستعدة تماما" لاتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتنظيم شعيرتي العمرة والحج في حال إقرار السلطات العمومية بفتح المجال لذلك. وأوضح أن الوزارة "لم تتوقف أبدا" عن التحضيرات الخاصة بالشعيرتين حتى خلال فترة جائحة كورونا، مضيفا أنه "بالرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، إلا أن القطاع عمل على استمرار ترتيب كل ما يتعلق بأداء العمرة والحج فور عودة الأمور إلى طبيعتها" وأضاف أن ذلك تم "بالتنسيق مع السلطات السعودية وبالتعاون مع وزارات الشؤون الخارجية والصحة والداخلية"، كما يجري التنسيق لأجل "الاستعداد الجيد" لموسم أداء هاتين الشعيرتين، بالتنسيق مع الوكالات السياحية المعنية بتنظيم الرحلات. وعاد بلمهدي للتأكيد على أن الوزارة تعمل على تحسين نوعية الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن انطلاقا من أرض الوطن ووصولا إلى البقاع المقدسة، قائلا أنه "في حال إقرار السلطات العمومية إعادة فتح تنظيم هاتين الشعيريتين، فإن آليات التنفيذ لتحقيق هذا الغرض سيكون على الخصوص من خلال ترقية دور الديوان الوطني للحج والعمرة". وأضاف السيد بلمهدي أنه يجري العمل على "تحسين خدمة الإسكان الإلكتروني وخدمات النقل والإعاشة وبالفنادق والمشاعر مع تقييم الموسم"، إلى جانب ضمان "المرافقة المتواصلة" للوكالات السياحية المعنية بهذا الجانب. تجدر الإشارة إلى أن السيد بلمهدي كان قد نصب أول أمس، أحمد سليماني مديرا عاما للديوان الوطني للحج والعمرة، حيث قدم توصيات تقضي بضرورة الابتكار والإبداع من أجل "المحافظة على النتائج المحققة ومواصلة تعزيز الارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لضيوف الرحمان. …العمل متواصل لتعزيز المرجعية الدينية الوطنية وتكريس الهوية الدينية أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي أن العمل متواصل لاستكمال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية في مجال الانشطة الدينية ذات الصلة بتعزيز المرجعية الدينية الوطنية وتكريس الهوية الدينية. وقال بلمهدي، أن "الوزارة تعمل على استكمال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية في مجال الأنشطة الدينية ذات الصلة بتعزيز المرجعية الدينية الوطنية وتكريس الهوية الدينية". وأضاف الوزير أن "تعزيز هذا المجال والمندرج تحت المحور المتعلق بترسيخ وتعزيز وحماية مقومات الهوية الوطنية ولذاكرة والوارد ضمن مخطط عمل الحكومة يولي اهتماما خاصا لمرجعيتنا الدينية والوطنية، حيث وضع مقاربة تعزز دور الدولة في الحفاظ على التراث الديني ومكونات الثقافة الاسلامية الأصيلة". وتعتمد رؤية الوزارة في هذا الخصوص-كما قال- على مبدأ الاستمرارية في إرساء منظومة دينية وطنية متكاملة تكفل للمؤسسات الدينية مكانة ريادية مما يسهم في تعزيز مكونات الهوية الوطنية. وفي هذا الخصوص، سطرت الوزارة عناصر أساسية في خريطة طريقها شملت أساسا "تطوير خطاب ديني معتدل مع ترقية ثقافة دينية أصيلة تقي المجتمع من الافكار والممارسات الدخيلة بما يحفظ قيمه ويضمن الاستقرار والطمأنينة"، كما أكد الوزير، مشيرا الى أن قطاعه يعمل على مرافقة الجمعيات المعتمدة التي تقوم بالأنشطة المتعلقة بالشؤون الدينية وتدعيمها. وتسهر ذات الدائرة الوزارية، حسب العرض المقدم من قبل الوزير، على "احترام حرية العبادة لغير المسلمين في إطار الامتثال للتشريع والتنظيم المعمول بهما، كما تشمل خريطة عمل الوزارة بندا ينص على تشجيع السياحة الدينية لجعلها همزة وصل ورابط روحي مع شعوب افريقيا وبقية العالم، إلى جانب تكييف برامج ومناهج التكوين وتحسين المستوى وتشجيع أنشطة الإرشاد الديني لفائدة المرأة". وبخصوص الشبكة الوطنية للمساجد، تعمل الوزارة، حسب السيد بلمهدي، "لتوحيد الجوانب المعمارية لهذه الهياكل، مع العمل من جهة أخرى لترقية الأملاك الوقفية وتعزيز نظام الزكاة بغرض تمكينهما من المساهمة أكثر في تدعيم التماسك الاجتماعي، وهو الدور المنوط حاليا بالديوان الوطني للأوقاف والزكاة والذي وضع حيز الخدمة مع تفعيل دوره الريادي في التنمية الاقتصادية للبلاد". وعاد الوزير في سياق متصل، إلى "دعم مسار التأطير الديني لفائدة الجالية الوطنية المقيمة بالخارج بهدف توطيد العلاقة التي تربطها بالوطن، من خلال، على سبيل المثال -كما قال- تعزيز دور مسجد باريس في التأطير الديني لأفراد الجالية". ..الانتهاء من كل مشاريع القوانين المنظمة لتسيير جامع الجزائر كشف وزير الشؤون الدينية عن الانتهاء من مشاريع القوانين المنظمة لتسيير جامع الجزائر وما يتعلق بالهياكل المدمجة فيه مع رفعها إلى الجهات الوصية من أجل مواصلة العمل عليها. وقال السيد بلمهدي، أن كل "مشاريع القوانين المنظمة لتسيير جامع الجزائر وما يتعلق بالهياكل المدمجة فيه كالمدرسة العليا ودار القرآن والمتحف ومركز البحث والمركز الثقافي الاسلامي قد استكملت ورفعت مشاريع تلك القوانين إلى الجهات الوصية من أجل مواصلة العمل عليها". وأضاف الوزير أنه "سيتم برمجة لقاءات عمل ضمن فرق تضم كلا من القطاعات الوزارية للداخلية والثقافة والتعليم العالي، وكل الهيئات المعنية بالمشروع". واعتبر بلمهدي، في سياق متصل، اختيار جامع الجزائر كواحد من أفضل التصاميم المعمارية الدولية لعام 2021 بإحرازه الجائزة السنوية لمتحف "شيكاغوأثينيوم" للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي لتصميم الفنون المعمارية، "فخرا لكل من ساهم وشارك في انجاز هذا القطب الديني والسياحي والحضاري والذي يعول عليه فور استلامه النهائي، من أل تنمية ثقافة السياحة الدينية بالجزائر". وقال وزير القطاع أن "المسجد سيكون قطبا تتمحور حوله عديد المشاريع، بما فيها دعم العلاقات مع دول الساحل والدول الافريقية بوجه عام". تجدر الاشارة الى أن جامع الجزائر يعد الأكبر في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، كما يعد قطبا متعدد الوظائف.