أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على ضرورة "التنسيق والتشاور" بين الوزراء والمسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، لمجابهة التحديات التي تفرضها التحولات العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وقال بن زيان خلال افتتاح المؤتمر 18 للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، أن "العالم العربي يواجه تحديات مشتركة في المجالات ذات الصلة بالتربية والثقافة والعلوم، وهو ما يملي على القائمين على القطاعات المعنية ضرورة التنسيق والتشاور من أجل مجابهة تلك التحديات، خاصة منها التي تفرضها التحولات العالمية والإقليمية المتسارعة". وأوضح أن بالرغم من "التحديات المستجدة التي فرضتها الوضعية الوبائية جراء تفشي وباء كوفيد-19 على المستوى العالمي للسنة الثالثة على التوالي (...)، يبقى التعليم والتكوين والبحث والابتكار هي الميكانزمات الرئيسية المفضلة التي يمكن أن تستند إليها الجهود العربية من أجل التصدي للتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19". وأضاف الوزير بأن "هذه التحديات التي لم يكن العالم في أتم الاستعداد لمجابهتها، خاصة في مجالات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، والتعليم التناوبي والتعليم المدمج، وما يرتبط بها من مقاربات بيداغوجية جديدة، وأنماط تعلم حديثة وأساليب تقييم مستحدثة". وبالمناسبة، أشار بن زيان إلى اقتراح الجزائر المتضمن "وضع آليات تعاون ذات طابع إجرائي وعملياتي وفقا لبروتوكول عربي موحد، وذلك عن طريق إنشاء شبكة للأكاديميات العربية للعلوم والتكنولوجيا" إلى جانب "تفعيل دور هيئات التعاون العربية الموجودة حاليا بما يضمن الاستفادة المشتركة على غرار اتحاد الجامعات العربية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية". وفي ذات الصدد، أبرز مقترحات الجزائر المتعلقة ب"تعزيز التبادل الطلابي العربي والرفع من عدد المنح وإقامة فرق بحث عربية مشتركة"، معربا عن أمله في "انخراط الدول العربية في المسعى الرامي إلى مجابهة التحديات التي تفرضها تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة". كما أشار إلى مساعي الجزائر الهادفة إلى "استحداث فضاء لتبادل الامتياز والممارسات الحسنة بين مختلف البلدان العربية، من خلال التفكير في إطلاق ندوة عربية للجامعات المرموقة، المصنفة في مراتب عليا دوليا، بما يمكن من البحث في سبل تثمين اداء المؤسسات الأكاديمية القائمة". وفي ذات المنحى، أشار الوزير إلى المقترح المتعلق ب"وضع آليات للتنافس العلمي والبحثي بين المؤسسات الجامعية العربية، عبر تصنيفات ومعايير مشتركة". وبالمناسبة، قدم بن زيان عرضا مفصلا عن واقع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر وكذا الخطة الاستشرافية للقطاع الرامية إلى النهوض به وجعل الجامعة الجزائرية قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية.