أطلقت ببلدية "موغل" بولاية بشار حملة تحسيسية حول أخطار الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي على الحدود الغربية للبلاد خلال الثورة التحريرية. وتم خلال هذه الحملة التي بادرت بها الجمعية الوطنية " مشعل الشهيد" تحت إشراف وزارة الدفاع الوطني والتي انطلقت من البلدية الحدودية "موغل" (25 كلم شمال مدينة بشار) غرس مئات الشجيرات من مختلف الأصناف النباتية عبر عدة أجزاء بجنوب شريط "خط موريس" المكهرب الذي زرعه بالألغام جيش الاستعمار الفرنسي خلال حرب التحرير الوطني. وأوضح المسؤول المحلي لجمعية "مشعل الشهيد" محمد بن عياد أن هذه المبادرة التي تندرج في إطار جهود إعلام وتحسيس المواطنين حول أخطار الألغام التي زرعها الاستعمار تميزت بتنظيم زيارة موجهة لفائدة تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة عبر مختلف مواقع "خط موريس" المكهرب والمزروع بالألغام وذلك بغرض تعريفهم بخط "الموت" هذا. وقد تولت وحدات مختصة تابعة للجيش الوطني الشعبي عملية التطهير وبصفة كلية من الألغام التي كانت مزروعة عبر مختلف المناطق الحدودية بولاية بشار وهي مناطق "بوقايس" و"لحمر" و"موغل". كما برمجت ضمن فعاليات هذه الحملة التحسيسية لقاءات متبوعة بنقاشات تجمع تلاميذ ثانويات بمجاهدين تعرضوا لحالات تشوه أثناء عبورهم لهذا الخط خلال الثورة التحريرية. يذكر أنه لا يزال يوجد عبر المناطق الحدودية للبلاد حوالي 3 ملايين لغما من مجموع 11 مليون لغما زرعه جيش الاستعمار الفرنسي. وقد تمكن أفراد الجيش الوطني الشعبي منذ 1963 من نزع أكثر من ثمانية ملايين لغم في إطار عمليات تطهير المناطق الملغمة بالحدود الجزائرية الغربية والشرقية". ووصل عدد ضحايا هذه ألغام الاستعمارية حاليا حوالي 7 آلاف ضحية وفق أرقام وزارتي المجاهدين و التضامن الوطني. وكان رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام محمد جوادي قد أشار من جهته في وقت سابق إلى "وجود ألغاما أخرى" زرعها الاستعمار الفرنسي ب"المناطق الداخلية للوطن عبر الأرياف" تضاف إلى تلك الموجودة على الحدود، داعيا الموطنين إلى أخذ الحيطة والحذر.