دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند إلى زيارة برلين بأسرع ما يمكن لعقد اول اجتماع سيحدد الأساس اللازم لإجماع بشأن سياسات النمو المهمة لصحة منطقة الأورو مستقبلا. وقالت ميركل التي تنتمي ليمين الوسط أنها متأكدة من انهما سيعملان معا بشكل وثيق. وكانت ميركل قد انضمت للزعماء الاوروبيين في تهنئة الزعيم الاشتراكي هولاند لفوزه في الانتخابات على الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي. وسارع زعماء ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الذين أيدوا ساركوزي وامتنعوا عن تلبية طلبات للقاء هولاند قبل الانتخابات لتهنئته على الانضمام إلى ناديهم. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما أول زعيم من خارج اوروبا يتصل لتقديم التهاني لهولاند. وقال البيت الأبيض، انه يتطلع قدما للعمل مع هولاند بشأن "التحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة". وقال هولاند منذ فترة طويلة أن أول زيارة خارجية له ستكون لبرلين حيث يعتزم تحدي تركيز فرضته ألمانيا على سياسات التقشف من خلال طلب إضافة العناصر الداعمة للنمو في معاهدة مسؤولية الميزانية الاوروبية. ويتعرض هولاند وميركل لضغوط لتجاوز الخلافات الإيدولوجية وبدء علاقتهما على أساس قوي مع عودة ظهور مخاوف بشأن أزمة ديون منطقة الأورو واحتمالات عودة التكتل إلى الركود. ويبدو أن فرانسوا هولوند لن يقضي سوى، شهر عسل قصير، بعد انتخابه كأول رئيس يساري لفرنسا في 17 عاما فيما تنتظر الأسواق المالية مؤشرات واضحة بشأن سياساته ومدى استعداده لتبني خطط قوية لمواجهة إجراءات التقشف التي تقودها ألمانيا. وبينما احتفل الناخبون اليساريون المبتهجون حتى الساعات الاولى من صباح أمس، في وسط باريس أقر اولوند بأن الاحتفالات بالنسبة له لن تدوم طويلا. وقال "يوجد كثير من البهجة والفخار لكن يوجد ايضا خشية من تحمل هذه المسؤولية في وقت عصيب للبلد ولاوروبا". وبعد ان القى كلمة الفوز في قاعدته الريفية في تول بوسط فرنسا توجه الى العاصمة باريس وخاطب عشرات الالاف من مؤيديه في ميدان الباستيل التاريخي. واستيقظ الفرنسيون على فوز اولوند وظهرت صورته مادا يديه وقد غمرت السعادة وجهه في الصفحات الاولى من الصحف الصباحية. وجاء عنوان صحيفة ليبراسيون ذات الانتماءات اليسارية "عادي" في إشارة إلى صورة الرئيس الجديد على أنه رجل من الشعب. ويتوقع أن يؤدي رئيس فرنسا الجديد اليمين الدستورية يوم 15 ماي. ويسافر اولوند إلى برلين بعد ذلك بوقت قصير ليتحدى تركيز ألمانيا على سياسات التقشف ويطرح أفكارا جديدة لتحفيز النمو بينما تظهر مجددا المخاوف بشأن أزمة ديون منطقة الأورو في أعقاب الانتخابات غير الحاسمة في اليونان. وقال اولوند "في كل عاصمة وراء رؤساء الدول والحكومات توجد شعوب وجدت الأمل -والفضل لنا- وهم يتطلعون إلينا ويريدون وضع نهاية للتقشف". ومع فوز الأحزاب المعارضة للتقشف بنحو نصف اصوات الناخبين في اليونان هبط الأورو الى ادنى مستوى في ثلاثة اشهر بينما تراجع سعر النفط والاسهم الاسيوية في التعاملات المبكرة في اسيا لان انتخابات البلدين أذكت مخاوف بشأن فصل جديد في الأزمة الاوروبية. وعاد اليسار الى ميدان الباستيل حيث رقص المحتفلون طوال الليل في عام 1981 عندما أصبح فرانسوا ميتران أول رئيس اشتراكي ينتخب انتخابا مباشرا. وبعد مرور ثلاثة عقود لوح جيل جديد من الناخبين اليساريين بالاعلام الحمراء وحمل بعضهم الورود وشعار الحزب. ويتوقع ان يضم اولوند بعض الشخصيات القديمة موضع الثقة مثل لوران فابيوس رئيس الوزراء الاسبق في عهد ميتران لكنه سيضم العديد من السياسيين والنساء صغار السن. ويشمل فريقه الاقتصادي الذي يتزعمه وزير المالية اليساري السابق ميشيل سابين رجال صناعة وسياسة ينظر اليهم على انهم اصدقاء للسوق. واعترف ساركوزي -- الذي عوقب لفشله في كبح جماح معدل البطالة الذي بلغ عشرة بالمئة واسلوبه الشخصي المتهور -- خلال 20 دقيقة من اغلاق مراكز الانتخاب يوم الاحد بالهزيمة وقال لمؤيديه انه تمنى لهولوند حظا سعيدا في مثل هذه الاوقات العصيبة. وقال ساركوزي "إنني أتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الهزيمة"، مشيرا الى انه سينسحب من الساحة السياسية.