شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة على أن تكون رسالة الإمام ترتكز على "مبدأ التلازم بين الدين والوطن" وجعلهما بمثابة وجهين لعملة واحدة. في كلمة ألقاها في ندوة توجيهية أمام موظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف وطلبة وطالبات المعهد الوطني المتخصص لتكوين الإطارات الدينية بمدينة سيدي عقبة ببسكرة، دعا الوزير الحضور إلى أن يكونوا "صوتا قويا يسمع فيه الإسلام الصحيح والوطنية وجعلهما أمرا متلاحما ومتلازما ووجهين لعملة واحدة". وأضاف "أن هذا المبدأ الذي يجب أن نحرص عليه وأن نضحي بالمال والصحة وحتى بالمكاسب من أجله هو المثل الأعلى أي الوفاء للدين وللوطن". وأشار غلام الله الى أنه "لابد على الإمام الذي هو قدوة أن يعلم المواطنين أن إيمانهم لا يكتمل إلا بوفائهم لوطنهم وأمتهم"، وأنه ينبغي للكلمة أن تكون في مساجدنا واحدة في الدفاع عن الدين وعن وحدة الوطن والتعلق به"، وأوضح أن "ما يقوله إمام في مسجد معين يفترض أن يقوله أيضا إمام آخر في مسجد آخر ليس بالضرورة حرفيا لكن في ذات المعنى". وذكّر الوزير أن الأساتذة بتكاثف جهودهم لإعداد أئمة صالحين وأن الصلاح أمر في غاية الأهمية، على اعتبار أن العلم يفترض أن يتم الانتفاع به ولا فائدة في علم لا ينتفع به" ملحا على "انتهاج العلم الموجه توجيها صحيحا". وذكر الوزير أن الإسلام الذي جاء به للجزائر عقبة بن نافع الفهري ثبته علماء الجزائر وهم أصحاب الفضل في ذلك وأنه "لا بأس أن نقرأ كتب الآخرين لتعميق معارفنا، لكن ليس أن يصل بنا الهوان على أنفسنا أن نتوقع أن ما عند غيرنا أفضل مما عندنا". وقال غلام الله "لا ينبغي أن تمتد أيدينا وعقولنا إلى ما عند الغير إلا لتقوية ما عندنا وليس لتعويض ما عندنا" وأنه "يجب أن نعود إلى نصوص أمتنا ونأخذ بها ومنها مقالات علمائنا الذين لم يفرقوا أبدا بين حبهم لدينهم وحبهم لوطنهم". واعتبر الوزير أن "كل من يدعو للتفرقة بين الدين والوطن ليس له من غاية سوى محبة الظهور والرغبة فيما عند الغير".