شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله يوم الإثنين بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة على أن تكون رسالة الإمام ترتكز على "مبدأ التلازم بين الدين والوطن" وجعلهما بمثابة وجهين لعملة واحدة. وفي كلمة ألقاها في ندوة توجيهية أمام موظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف وطلبة وطالبات المعهد الوطني المتخصص لتكوين الإطارات الدينية بمدينة سيدي عقبة (18 كلم شرق بسكرة) دعا الوزير الحضور الى أن يكونوا "صوتا قويا يسمع فيه الإسلام الصحيح والوطنية وجعلهما أمرا متلاحما ومتلازما ووجهين لعملة واحدة". وأضاف قائلا "أن هذا المبدأ الذي يجب أن نحرص عليه وأن نضحي بالمال والصحة وحتى بالمكاسب من أجله هو المثل الأعلى أي الوفاء للدين وللوطن" مشيرا أنه "لابد على الإمام الذي هو قدوة أن يعلم المواطنين أن إيمانهم لا يكتمل إلا بوفائهم لوطنهم وأمتهم" وأنه ينبغي للكلمة أن تكون في مساجدنا واحدة في الدفاع عن الدين وعن وحدة الوطن والتعلق به" موضحا أن" ما يقوله إمام في مسجد معين يفترض أن يقوله أيضا إمام آخر في مسجد آخر ليس بالضرورة حرفيا لكن في ذات المعنى". وذكر أن الأساتذة تتكاثف جهودهم لإعداد أئمة صالحين لأمتهم وأن هذا الصلاح أمر في غاية الأهمية على اعتبار أن العلم يفترض أن يتم الانتفاع به ولا فائدة في علم لا ينتفع به" ملحا على "انتهاج العلم الموجه توجيها صحيحا". وذكر الوزير أن الإسلام الذي جاء به للجزائر عقبة بن نافع الفهري ثبته علماء الجزائر وهم أصحاب الفضل في ذلك" وأنه "لا بأس أن نقرأ كتب الآخرين لتعميق معارفنا لكن ليس أن يصل بنا الهوان على أنفسنا أن نتوقع أن ما عند غيرنا أفضل مما عندنا"- كما أضاف أبو عبد الله. وقال الوير في هذا الصدد" لا ينبغي أن تمتد أيدينا وعقولنا إلى ما عند الغير إلا لتقوية ما عندنا وليس لتعويض ما عندنا"وأنه " يجب أن نعود إلى نصوص أمتنا ونأخذ بها ومنها مقالات علمائنا الذين لم يفرقوا أبدا بين حبهم لدينهم وحبهم لوطنهم". واعتبر أبو عبد الله أن "كل من يدعو للتفرقة بين الدين والوطن ليس له من غاية سوى محبة الظهور والرغبة فيما عند الغير". وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد استهل زيارته الميدانية لولاية بسكرة التي دامت يوما واحدا بمعاينة ورشتي بناء المركز الثقافي الإسلامي والمسجد الكبير بعاصمة الزيبان.