* الوحدة والثقة الكاملة في مؤسسات الدولة ضرورية لمواجهة التحديات أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير أنّ المعركة الحقيقية التي يتعين على شبابنا الظفر بها اليوم هي أساسا معركة وعي، وأّن تحديات الأمة الجزائرية تستدعي التحلي بروح الوحدة بين مختلف شرائح الشعب الجزائري والانسجام والتلاحم بين صفوفه ووضع الثقة كاملة في مؤسسات الدولة. وأوضحت المجلة في افتتاحية عددها لشهر ماي الجاري أنّ بلد الشهداء سيبقى وفيا لمبادئه وعقيدته مهما دفع من غالي ونفيس، يقف إلى جانب المضطهدين يساند حركات التحرر، حريص على إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم، لا يتدخل في شؤون الغير. وجاء في افتتاحية مجلة الجيش: "تجسيدا للمسعى الذي عبر عنه في أكثر من مناسبة، والمتمثل في إحاطة قواتنا المسلحة بكل الظروف التي تمكن أفرادها من إنجاز المهام الموكلة إليهم باحترافية واقتدار، حرص السيد الفريق السعيد شتفريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على القيام بسلسلة زيارات ميدانية خلال شهر رمضان الفضيل، قادته إلى نواحي عسكرية وقيادات القوات ووحدات قتالية. ولقد مكنت زيارات عمل وتفتيش السيد الفريق من الوقوف شخصيا على مدى الجاهزية العملياتية لوحداتنا والتواصل المباشر مع الأفراد ومعاينة يومياتهم والاستماع إلى انشغالاتهم، ومن ثم إسداء توجيهات وتعليمات تصب في مجملها في تحسين ظروفهم المهنية والمعيشية، ورفع درجة اليقظة والحيطة والحذر لديهم ومن خلالهم إلى كل أفراد الجيش الوطني الشعبي حيثما وجدوا، حتى يتسنى لهم مواجهة كافة التحديات مهما كانت طبيعتها. فالتحديات المختلفة التي تواجهها الجزائر حاليا وستواجهها مستقبلا هي من فرض شروع القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بتوجيه سديد من قبل السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في تنفيذ برنامج واسع لعصرنة وتجديد قدرات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي وتجسيده على أرض الواقع، بغرض بلوغ الكفاءة على كافة المستويات ومن ثم الجاهزية العملياتية. وما من شك أن هذا المسعى الطموح يتيح تحقيق النتائج المرجوة، التي تم التخطيط لها بعناية فائقة ضمن برامج التحضير القتالي، حتى تبقى بلادنا مهابة الجانب عصية على الأعداء والخونة الذين يحاولون عبثا، كما في كل مرة، النيل منها عبر طرق ملتوية ومخططات دنيئة، مما فيها محاولة بث الفوضى وزرع الفتنة بين أوساط المجتمع. فقد وصل الأمر بهؤلاء المتربصين ومرضى النفوس، حد الاستغلال الخبيث لمواقع وسائط التواصل الاجتماعي ومن خلالها الاستثمار في أحداث معزولة وتهويلها والاسترسال في نقاشات عقيمة والخوض في لغو عبثي، يراد به تأجيج النعرات بين أبناء الوطن الواحد، وفسح المجال لإثارة الرأي العام الوطني وتهييجه، عبر الترويج لأخبار كاذبة ومغرضة بين أبناء الشعب الواحد، من شأنها المساس بالأمن والنظام العموميين والمساس بسلامة ووحدة وطننا، وهو ما أكده السيد الفريق، معتبرا ذلك "أمرا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، ويندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات، التي تحاك ضد بلادنا، من أجل زرع بذور الفرقة وإدامة مسببات التخلف، وإشغال فئات المجتمع بعضها ببعض، وتفتيت مكوناته، بل وتفجيره من الداخل، ليسهل التغلغل فيه وتزداد قابليته للتهجين والاحتواء". والحال أن هذه المحاولات التي يتشدق منفذوها ظاهريا بحرية التعبير کمبرر، لم تعد تنطلي على أحد، إنما تخفي بين طياتها مؤامرات ودسانس تستهدف إحباط المشروع الأصيل والطموح لدولتنا ومن ورائه وحدتنا الترابية والشعبية ومواقف بلادنا الثابتة والسيدة إزاء عديد القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يفسر الحملات العدائية التي تتعرض لها. فالمعركة الحقيقية التي يتعين على شبابنا الظفر بها اليوم هي أساسا معركة وعي – مثلما أكده السيد الفريق السعيد شتفريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في أكثر من مناسبة- تستعمل فيها أسلحة مستحدثة وغير تقليدية وتتخذ من الفضاء الافتراضي مسرحا لها، في محاولة للتلاعب بأفكار الشباب والزج بهم في أتون الفوضى والاضطرابات، في عمل مشين يغض الطرف ويخفي الايجابيات والانجازات المحققة بينما في المقابل يضخم النقائص ويهول في سرد الأنباء. وعليه، حري بشبابنا ونحن نحتفي باليوم الوطني للذاكرة المصادف للثامن ماي من كل سنة والذي يخلد التضحيات الجسام لأسلافنا، أن يدركوا حجم التحديات التي ينبغي رفعها حفاظا على وديعة شهداء ثورة التحرير المظفرة وشهداء الواجب الوطني" عبر التسلح بالوعي الدائم والعلم النافع والعمل المخلص، وكذا من خلال العمل ليلا ونهارا على حشد كل الإمكانيات المتوفرة، ورص الصفوف". إن تحديات الأمة الجزائرية تستدعي التحلي بروح الوحدة بين مختلف شرائح الشعب الجزائري والانسجام والتلاحم بين صفوفه، ووضع الثقة كاملة في مؤسسات الدولة، فالكل يدرك أن تاريخ بلادنا تخللته العديد من الأزمات والمحن ومّر بفترات صعبة تعرض الشعب الجزائري عبرها لأبشع صور الإجرام المقترفة في حقه طيلة فترة الاحتلال الفرنسي وعانى بعد ذلك بجلد وصبر شديدين من ويلات الارهاب الهمجي، وسجل الشعب الجزائري خلال هذه المحن اسمه في سجل التاريخ بفضل روح التضحية ونكران الذات التي يتحلى بها أفراده، واليوم أيضا ستنتصر الجزائر – كما عودتنا على كل الخونة والمتربصين. سيبقى بلد الشهداء وفيا لمبادئه وعقيدته مهما دفع من غالي ونفيس يقف إلى جانب المضطهدين، يساند حركات التحرر، حريص على إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم. لا يتدخل في شؤون الغير.. هذا هو قدر الجزائر وقضاؤها وهي راضية به طالما أنه ينبثق من تاريخ أمجادها وقناعة شعبها وتضحيات شهدائها. وستتمكن بلادنا من اجتياز هذه المرحلة الحساسة ومواصلة مسيرة التطور وتجسيد تطلعات الشعب الجزائري في جزائره الجديدة، التي وضع لبناتها السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني".