قالت مصادر أمنية أن الجيش اللبناني قتل بالرصاص أمس، شخصين أحدهما رجل دين مسلم سني في شمال لبنان وهو ما زاد من حدة التوتر في منطقة شهدت أسبوعا من التوترات الطائفية بين مؤيد ومعارض للنظام السوري. وأضافت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها ان بعض قوات الجيش انسحبت من منطقة عكار الشمالية لمنع تصعيد التوتر. وتابعت أن الشيخ احمد عبد الواحد وخالد مرعب وهما عضوان في تحالف قوى الرابع عشر من مارس المناهض لسوريا قتلا جراء إطلاق الرصاص على سيارتهما لأنهما لم يمتثلا لنقطة تفتيش تابعة للجيش. ويتعاطف الكثير من المسلمين السنة في شمال لبنان مع الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد ويقولون ان الجيش اللبناني يتلقى الاوامر من دمشق. وكان اسبوعا من القتال في طرابلس التي تقع على بعد 70 كيلومترا (43 ميلا) من بيروت سلط الضوء على التوترات الطائفية في سوريا والتي يمكن ان تمتد الى لبنان. وينتمي الاسد الى طائفة الاقلية العلوية المتحالفة مع الشيعة في حين ان الانتفاضة بقيادة الغالبية السنية في سوريا. وأثارت الاضطرابات في سوريا التوتر في لبنان، حيث يوجد حلفاء كثيرون لسوريا من بينهم جماعة حزب الله الشيعية القوية كما يوجد لها خصوم يشعرون بالحنق بسبب الوجود العسكري السوري في لبنان الذي استمر ما يقرب من ثلاثة عقود وانتهى عام 2005. وقال النائب في كتلة تيار المستقبل المناهضة لسوريا خالد الضاهر ان "الشيخ احمد عبد الواحد وخالد مرعب كانا يمران على حاجز للجيش... وتم اطلاق النار عليهما على الرأس والرقبة". واضاف لوسائل الاعلام "لو اطلقت النيران على الارجل او على اطارات السيارة كنا قلنا ان هناك خطأ معينا لكن نحن نعتبر هذا الموضوع هو استهداف مباشر من الجيش التابع لسوريا". ومضى يقول "بكل بساطة نحن لن نقبل ان يمر هذا الموضوع مرور الكرام ونريد معاقبة القتلة... هذا الجيش العميل لبشار الاسد لن نرضى به في مناطقنا". وعبرت قيادة الجيش في بيان عن اسفها الشديد لسقوط الضحيتين وقالت انها "بادرت على الفور الى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية وباشراف القضاء المختص". وعلى الفور أغلق سكان في منطقة عكار الطرق الرئيسية احتجاجا على مقتل الشيخ ومرافقه. الحريري يدعو أهالي عكار بشمال لبنان الى عدم الانجرار لنشر الفوضى في منطقتهم ودعا رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي يتمتع تياره بوجود قوي في منطقة عكار بشمال لبنان الى عدم الانجرار الى ردود فعل على مقتل رجل الدين الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه أمس، قرب حاجز للجيش، تؤدي الى نشر الفوضى. وقال الحريري الموجود خارج لبنان في بيان انه طالب بلجنة تحقيق فورية "في ظروف جريمة قتلة ( عبد الواحد ) ومحاسبة المسؤولين عنها مهما علت مراتبهم". واستنكر الحريري "جريمة القتل التي تعرض لها عضو مجلس بلدية البيرة الشيخ أحمد عبد الواحد والشيخ محمد حسين المرعب على حاجز للجيش اللبناني في عكار أمس" ، داعيا أهل عكار "إلى التزام الهدوء وعدم الإنجرار إلى فخ الفتنة". وقال" إن تيار المستقبل وكتلة المستقبل النيابية لن يتوقفا عن المطالبة بمحاسبة العناصر التي أطلقت النار على الشيخين الشهيدين ومن أمر بإطلاق النار عليهما". وأضاف"ننبه أهلنا في عكار من الانجرار إلى أي ردود فعل تستهدف نقل الفوضى إلى منطقتهم". وقال "من الواضح أن هناك مخططا للنيل من مناطق لبنانية بعينها واستجرار الأحداث والمشاكل إليها خدمة للنظام السوري وأدواته". وأشار الحريري الى انه" لا يضع عملية القتل في خانة الجيش اللبناني بالجملة،.. ولكن من الواضح أن هناك مندسين ومتورطين في هذه العملية يريدون تسخير المؤسسة ورمزيتها لاستيراد أزمة النظام السوري مع شعبه والعالم العربي والعالم إلى لبنان، في محاولة يائسة لإنقاذه من نهايته المحتمة". ودعا عكار "إلى التزام أعلى درجات اليقظة والتنبه لمخاطر المخطط المضاد لاستقرار لبنان واستقلاله".