أنا مثل غيري الكثير من الناس.. أقضي وقتاً كبيراً على الإنترنت كل يوم، ولا أقصد هنا مواقع التواصل الاجتماعي وحسب، بل أقصد المواقع الأخرى أيضاً مثل مواقع الصحف والمجلات وويكيبيديا وأمازون.. وخاصة جوجل. أرتاد جوجل على الأقل مرة واحدة في اليوم. مرة أسأله عن سؤال خطر في بالي فجأة مثل كم تبعد تبليسي عن الدوحة.. أو أن أسأل عن معلومة أريد أن أتأكد من مصداقيتها.. أو أن أبحث عن موضوع أريد أن أكتب عنه، كما فعلت مع موضوع اليوم رغم أن موضوع اليوم لا يحتاج إلى بحث ليؤكد المعلومات التي نعرفها جميعنا.. وهي أن المحتوى العربي على الانترنت فقير جداً، وبعيد كل البعد عن بقية اللغات! يمثل المحتوى العربي اليوم ما يشكل 3٪ تقريباً من الانترنت، على الرغم من أن الناطقين باللغة العربية يشكلون 7٪ من العالم! وفي المقابل نجد بأن اللغة الإنجليزية مثلاً تمثل 55.5٪ من محتوى الانترنت على الرغم أن 20٪ حول العالم يتحدثون الإنجليزية، و5٪ منهم فقط، لغتهم الإنجليزية هي لغتهم الأم! هذه الاحصائيات هي للمستندات المكتوبة المنشورة، ولكني سأتناول في حديثي هذا جميع أنواع المحتوى العربي على الانترنت، سواء أكان على شكل مقالة أو فيديو أو مقطع صوتي أو حتى تغريدة! الواقع بأن المحتوى العربي (المفيد) على الانترنت، يبقى قليل ومختصر و"قص ولصق" وأغلبه بلا مراجع! نظرة بسيطة على ويكيبيديا مثلاً، والقيام بالبحث نفسه باللغة العربية ولغة أخرى، سيُوضح ما أقصده! نتيجة البحث في ويكيبيديا بالعربي سيكون بسيطا وبلا مراجع على الأغلب، أما باللغة الأخرى سيكون مفُصلا ومُدعما بالمراجع المثبتة لصحة المعلومات. أنا شخصياً عندما أقوم ببحث على الانترنت لا أكتفي بالبحث باللغة العربية، بل أبحث بالإنجليزية أيضاً. في مرات أجد المعلومة ناقصة عند بحث باللغة العربية، أو قد أجد المعلومة نفسها متكررة أكثر من مرة على شكل قص ولصق في جميع المواقع، أما باللغة الإنجليزية فأجد تنوعا للمعلومات على مواقع عديدة! إذاً ما الحل؟ خاصة للأشخاص الذين لا يمتلكون سوى لغتهم العربية؟ حل هذه المشكلة هي الإضافة إلى المحتوى العربي على الانترنت. الكثير من الجامعات والمؤسسات الحكومية العربية وحتى الخاصة، تحاول فعل هذا الشيء، وهذا رائع، ولكنه غير كافٍ. يجب على بقية أفراد المجتمع العربي-مثلي ومثلك-الإضافة إلى الانترنت، كلٌ وفق اختصاصه ومجال علمه أو عمله، لإثراء المحتوى العربي على الانترنت وإفادة أكبر قدر من الناس. أفيدوا غيركم على الانترنت، كما استفدتم مراراً وتكراراً منه. انشروا معلومة ما.. عبر مقال.. تغريدة.. فيديو.. مقطع صوتي، أو حتى تعليق في موقع ما!. دونوا ما تتعلمونه.. على الإنترنت، أو رتبوه بشكل أفضل.. المهم أن تعطوا كما أخذتم.. وكلمة فوق كلمة، ستثري الإنترنت والعالم العربي!. الشرق القطرية