أجمع المشاركون في منتدى "مالك بن نبي ومسألة الثقافة" الذي نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بقصر الثقافة "مفدى زكرياء"، المكانة المركزية للثقافة في المشروع الفكري لمالك بن نبي، مؤكدين أن الثقافة شكلت مرتكزا محوريا في المشروع الفكري لمالك بن نبي منذ بداياته الأولى، داعين إلى أهمية التعريف بتراث هذا المفكر الموسوعي لدى الجيل الجديد واستلهام حلول من اعماله وأفكاره التي طرحها في أربعينيات القرن الماضي والتي تقدم حلولا لمشاكل معاصرة. وأوضح الاستاذ مولود عويمر، في مداخلة قدمها بعنوان "هاجس الثقافة عند مالك بن نبي: هل الإنسان كائن ثقافي قبل كل شيء؟ "، أن الثقافة كانت حاضرة دائما في أعمال المفكر الجزائري مالك بن نبي سواء في مؤلفاته الأولى مثل "شروط النهضة" و"مشكلة الثقافة" أو في كتاباته الأخيرة "إنتاج المستشرقين" و"مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي"، مشيرا أن الثقافة شكلت محورا مركزيا في مشروع مالك بن نبي الفكري باعتبارها المحدد الأساسي في تفسير حركة التاريخ وتحليل الواقع العربي الإسلامي وذلك من خلال إصراره على استحضار الثقافة لدراسة دور الإنسان في التحولات الاجتماعية وتحليل تفاعله مع حركة التاريخ وتحديد إسهامه في التراكم الحضاري. من جهتها اعتبرت الأستاذة يمينة شيكو، من قسم الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة في مداخلتها "البعد الحضاري لمفهوم الثقافة حسب مالك بن نبي" أن الشغل الشاغل لفكر مالك بن نبي كان مشكلة تحضر العالم الإسلامي فهي قضية وطيدة الصلة بمسألة الثقافة في نظره لأن هذه الأخيرة تشكل "القاعدة التي تبنى عليها الحضارة. أما منير بهادي المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية، تناول في مداخلته تجربة بن نبي الفكرية التي تميزت بخصوصية الانفلات من المنحى المنهجي الأحادي والرؤى المغلقة التي وجهت الأنساق الفكرية، موضحا أن فكر مالك بن نبي يتسم بالصرامة والابداع وتميز عن باقي المفكرين من العالم العربي والاسلامي. من جانبه تطرق عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني إلى محطات وجوانب مضيئة من حياة ومواقف المفكر الكبير مالك بن نبي الذي انشغل بإشكالية الأصالة والمعاصرة وأثرى المكتبة بمؤلفاته" مبرزا أن مالك بن نبي استلهم فكره من القرآن الكريم باعتباره نقطة الارتكاز التي يعتمد عليها في بناء تصوره ومنهجه "معتبرا لقاء اليوم بمثابة وقفة اعتبار وتأمل وقراءة جديدة لفكر مالك بن نبي. للإشارة، المنتدى أشرفت على افتتاحه وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، حيث قالت في كلمتها أن المفكر مالك بن نبي يحفزنا لاسترجاع رموزنا المغيبة من النسيان ونستنير بها وإن كان علينا أن نرعى في وزارة الثقافة والفنون الشأن الثقافي بكل تجلياته فان القراءة والكتاب ملتقى كل الثقافات وكل اوجه الثقافة، مضيفة أن مالك بن نبي هو رجل القراءة بامتياز، فقد صاغ رؤيته للعالم وقارب الثقافة والحضارة ومشكلات المجتمع عبر قراءاته الواسعة، كما ذكرت الوزيرة بالمفكر الذي يسال الواقع بمنهج المفكرين الكبار ويطرح رؤيته الفارقة في مسائل الثقافة والحضارة والذي يعتبر، على غرار مصطفى الأشرف، عبد القادر جغلول، علي الكنز وغيرهم، بعض من ركائزنا الذين تقوم عليهم رؤى الجزائر ولهم علينا واجب الاحتفاء والتقدير.