يرى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، بمالابو (غينيا الاستوائية)، أن إفريقيا وفّرت الظروف الكفيلة لدفع النمو والتنمية، من خلال السعي والإرادة في إرساء السلم والأمن والديمقراطية والحكامة الرشيدة والمساواة بين الرجل والمرأة. قال مساهل، في تدخله خلال النقاش العام للقمة التاسعة لمؤسسة ليون سوليفان المخصصة لموضوع "بروز إفريقيا"، أنه إذا كانت النظرة إزاء إفريقيا قد تغيرت فإن ذلك يعد ثمرة جهود البلدان الإفريقية الفردية والجماعية على أساس تصور جديد للتنمية الذي بلورته مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد). وأثنى مساهل على مكتسبات القارة السمراء وقال أمام الحضور أن القارة تعرف منذ أكثر من عقد من الزمن نموا معتبرا بمعدل سنوي قدر 5 بالمائة، وقدّر الوزير أن هذا النمو أكثر أهمية كونه يقوم على أسس نوعية تتمثل أولا في مشاركة اكبر عدد من الأطراف الفاعلة والتي منحت مسار النمو نسبة إشراك أكبر. أما على صعيد ثان، فإن التقدم المحرز في الحكامة حقّق تقدما في تعبئة بلدان القارة لمواردها الداخلية والتسيير العقلاني لها، اما على صعيد ثالث فإن النمو المعتبر لتدفق الاستثمارات الخاصة الوطنية والدولية سجل قفزة نوعية في الحد من تبعية البلدان الإفريقية بالنسبة للدعم العمومي للتنمية". ولدى تطرقه للعراقيل التي تعيق تثمين القدرات الاقتصادية للقارة، ذكّر مساهل بثلاث مجالات تحظى باهتمام متميز وهي: امتصاص العجز في منشآت النقل والطاقة والري والإعلام والاتصال وهو مجال محوري من أجل تنويع الاقتصاديات وتحسين انتاجيتها وتنافسيتها وتسريع وتيرة التكامل الإقليمي والقاري". وحسب ممثل الجزائر في القمة "فان افريقيا تبنت برنامجا يمتد إلى غاية 2040 يعرف باسم "بيدا" يهدف إلى تجاوز العراقيل في المنشات القاعدية. أما الميدان الثاني الذي استقطب الجهود الإفريقية يخص -حسب مساهل- "تطوير القدرات العلمية والتقنية مع التركيز على تكييف أنظمة التكوين مع احتياجات الاقتصاديات التي يتوقف عليها توسيع مسار التنمية وديمومته والوصول إلى اقتصاد المعرفة"، وأوضح الوزير أن الميدان الثالث يتعلق بالأمن الغذائي الذي يطرح بحدة لان إفريقيا هي القارة الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية". وبخصوص دور الشتات الإفريقي، اعتبر مساهل أن هذا الجانب "يستحق أن يشجّع ويوسّع ويكثّف وبإمكان مقاولو الشتات أن يستثمروا أكثر في إفريقيا حسب مختلف كيفيات الشراكة بما فيها الشراكة العمومية والخاصة والمساهمة في تطوير القطاع الإفريقي الخاص من خلال نقل خبراتهم ونشر ثقافة المقاولة والابتكار ومساعدة الشباب الإفريقي أصحاب مشاريع.