حظيت ولاية تيسمسيلت خلال سنة 2022 ببرنامج تكميلي هام للتنمية وفك العزلة يضم 89 مشروعا يخص 17 قطاعا حيويا تطلب تجسيده تعبئة غلاف مالي قدره 53.97 مليار دج مما سيساهم في دفع حركة التنمية وتحسين الإطار المعيشي لسكان المنطقة. وخصص اجتماع للحكومة، أواخر نوفمبر الماضي، لدراسة هذا البرنامج، عقد بمقر الولاية ترأسه الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان. وتم خلال هذا الإجتماع دراسة ومناقشة ورقة الطريق الخاصة بتنفيذ البرنامج التكميلي للتنمية لولاية تيسمسيلت، الذي أقره مجلس الوزراء وأمر خلاله الرئيس تبون الحكومة بمباشرة تجسيده وترسيمه ميدانيا. ويعتبر اجتماع الحكومة بتيسمسيلت، والذي عقد بمقر الولاية، الثاني الذي يعقد خارج قصر الحكومة بعد ذلك الذي احتضنته ولاية خنشلة يوم 12 ديسمبر 2021، وخصص للبرنامج التكميلي للتنمية بهذه الولاية. وتم في هذا الإطار تحديد حافظة للمشاريع لولاية تيسمسيلت تضم 89 مشروعا تخص 17 قطاعا حيويا والذي يتطلب تجسيده تعبئة غلاف مالي بنحو53ر97 مليار دج. وتم في هذا الصدد تحديد 61 عملية جديدة بمبلغ إجمالي يقدر ب 75.86 مليار دج و28 عملية بمبلغ إجمالي يقدر ب 78.10 مليار دج معنية برفع التجميد عنها. ومن أهداف هذا البرنامج التنموي الهام فك العزلة عن ولاية تيسمسيلت التي تتميز بتضاريسها الجبلية من خلال تخصيص اعتمادات مالية لإنجاز الطرقات، لاسيما المزدوجة منها مما يعطي دفعا للحركية الاقتصادية بالجهة، فضلا عن بعث وتجسيد عديد العمليات التنموية مما من شأنه توفير مناصب شغل جديدة. ويرمي إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان وتحقيق التوازن التنموي مما يتيح مواكبة المسار التنموي وطنيا وبالتالي إزالة الفوارق المسجلة في هذا المجال بين ولاية تيسمسيلت وولايات أخرى. ويصبو البرنامج التكميلي للتنمية كذلك إلى إحداث جاذبية للمنطقة لاستقطاب المستثمرين من خلال توفير الشروط الملائمة لتجسيد وحدات إنتاجية في ميادين نشاطات مختلفة. وفي إطار الجهود الرامية إلى فك العزلة عن الولاية والإسهام في إعطاء دفع نوعي للحركية الاقتصادية للمنطقة، تم يوم 26 ديسمبر تدشين خط السكة الحديدية تيسمسيلت بوغزول (المدية) المسيلة الممتد على مسافة 290 كلم وهذا تحت إشراف وزير النقل، كمال بلجود، رفقة وزراء الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، والاتصال، محمد بوسليماني، والتجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق. …البرنامج التكميلي للتنمية يسمح بالتكفل بانشغالات السكان وسيسمح برنامج التنمية التكميلي هذا الذي أقره رئيس الجمهورية بفك العزلة عن ولاية تيسمسيلت وإعطاء دفع اجتماعي واقتصادي في كافة الميادين. وكان الوزير الأول قد أكد في تصريح صحفي عقب اختتام اجتماع الحكومة المخصص للبرنامج التكميلي لتنمية هذه الولاية أن هذا البرنامج سوف يساعد على "إحداث نهضة اقتصادية واجتماعية وفي كل المجالات على مستوى هذه الولاية التاريخية الثورية التي تعاني من تخلف في التنمية ولم تستفد كما ينبغي من المشاريع التنموية المهيكلة". وثمن ممثلو فعاليات المجتمع المدني لولاية تيسمسيلت قرارات اجتماع الحكومة الذي احتضنته ذات الولاية، إذ اعتبر المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية، محمد قابي، أن القرارات التي تضمنها اجتماع الحكومة "مهمة خاصة تلك المتعلقة بفك العزلة عن الولاية". وأبدى رئيس المكتب الولائي لجمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، خليفي عبد القادر، ارتياحا كبيرا لما تضمنه اجتماع الحكومة من قرارات والتي رأى بأنها "جاءت تلبية لانشغالات سكان ولاية تيسمسيلت التي طرحها ممثلون عنهم خلال لقائهم قبل أيام مع وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية". وبدوره، استحسن رئيس المكتب الولائي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، بن يحيى محروق، القرارات المنبثقة عن اجتماع الحكومة التي كانت، حسبه، في "صالح المواطن ولبت احتياجاته وتطلعاته لمستقبل تنموي أفضل للولاية التي عانت لسنوات مضت من نقائص تنموية عديدة". ومن ناحيته، أبرز شيخ زاوية الشيخ مولاي العربي الطويل لمنطقة "متيجة" ببلدية برج بونعامة، أحمد عمر، أن ما تمخض عن اجتماع الحكومة من قرارات لتخصيص عمليات تنموية لفائدة الولاية سيسمح "بإخراج المنطقة من عزلتها وتنميتها لاسيما المناطق الريفية الجبلية النائية".