أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من مدينة سوليدار في شرق البلاد بعد إعلان موسكو قبل أسبوعين الاستيلاء عليها. وأعلن المتحدث العسكري في شرق أوكرانيا سيرغي تشيريفاتي لفرانس برس "بعد معارك صعبة لأشهر (...) انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة"، رافضا تحديد تاريخ الانسحاب. في المقابل، أعلنت القوات الروسية الأربعاء عن إحراز تقدم في مدينة باخموت بؤرة الصراع في شرق أوكرانيا حيث تدور معارك في بعض أحياء المدينة بحسب مسؤول في الاحتلال الروسي. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المسؤول المعين من روسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين قوله إن "معارك ضارية تدور في باخموت (...) يدور القتال في موقع على التخوم وآخر في الأحياء التي كانت لا تزال تحت سيطرة العدو مؤخرا". وأوضح أن القوات الروسية وخصوصا مرتزقة مجموعة فاغنر "تتقدم". وتتعرض باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألفا، منذ الصيف لهجمات متكررة من القوات الروسية التي لم تنجح حتى الآن في خرق الدفاعات الاوكرانية. والمدينة التي دمر القسم الأكبر منها ولا يتفق الخبراء على أهميتها الاستراتيجية، أصبحت في الأشهر الأخيرة الموقع الذي تكبد فيه الجانبان خسائر فادحة. وبحسب بوشيلين فان الخرق الذي أعلنت عنه روسيا في وقت سابق في يناير في سوليدار (شمال) "لعب دورا محوريا" في التقدم الحالي في باخموت. وأضاف أن الاستيلاء على هذه المدينة "سمح بقطع الامدادات للعدو وجزئيا السيطرة على مناطق" كان الأوكرانيون يقصفون منها مواقع روسية. وأكدت رئاسة الأركان الأوكرانية في تقريرها اليومي الأربعاء وقوع هجمات روسية في باخموت ومنطقتها. ومن جهة أخرى، أعلن الكرملين الأربعاء أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة، وذلك في وقت تنتظر كييف قرارا من برلين حول تسليمها دبابات من طراز ليوبارد2. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف للجيش الأوكراني". وأضاف "هذه الدبابات ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب". وعرض الكرملين مجموعة من الردود على خطط حلفاء كييف دعم القوات الأوكرانية بدبابات ليوبارد. فقد أعلن بيسكوف في وقت سابق هذا الأسبوع أن أي إمدادات من الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا ستترك "أثرا لا يُمحى" على العلاقات الثنائية بين موسكووبرلين. وقبل ذلك قال إن الأسلحة الغربية المرسلة لأوكرانيا من شأنها فقط إطالة أمد النزاع، ومفاقمة معاناة المدنيين الأوكرانيين في نهاية المطاف.