شرع أمس، المركز الجزائري لتطوير السينما والمركز الجزائري للسينما بالتنسيق مع مديريات الثقافة، بتنظيم جولات سينمائية للأفلام الطويلة، تحت إشراف وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي. وحسب ما أوضحه بيان للمركز الجزائري لتطوير السينما أن هذه الجولات التي ستستمر فعالياتها إلى غاية نهاية شهر جويلية المقبل، سيشمل مختلف ولايات الوطن، وتتضمن برنامج هذه الجولات وفق ذات المصدر أفلام جزائرية نذكرها على التوالي "صليحة" للمخرج محمد صحراوي، و"الحلم" للمخرج عمار بلقاسمي، و"أبو ليلى" أمين سيدي بومدين و"الحياة ما بعد" للمخرج أنيس جعاد، بالإضافة إلى فيلم "سي محند أو محند" للمخرج على موزاوي، و"مطاريس" من اخراج رشيد بن حاج، و"جنية" للكخرج عبد الكريم بهلول، و"دزاير" لمهدي تساباست، و"ذاكرة الأحداث" للمخرج رحيم العلوي. وانطلاقة الجولات تكون بعرض بفيلم "صليحة" للمخرج محمد صحراوي، الذي يتناول على مدار ساعة ونصف من الزمن، أحداثا تاريخية واقعية تتعلق بالمسار النضالي للشهيدة صليحة ولد قابلية، وكانت هذه الطبيبة الشابة قد غادرت مقاعد الدراسة بكلية الطب لتلتحق بصفوف المجاهدين بمدينة معسكر خدمة للثورة، من خلال استغلال خبرتها في العلاج، واقتبس سيناريو الفيلم السيناريست رابح ظريف عن كتاب ألفه المجاهد علي عمراني، وهو أحد الفاعلين في مجريات الأحداث حيث ترك بدوره مقاعد الدراسة والتحق بجيش التحرير وكان ضمن المجاهدين الذين كانت برفقتهم الشهيدة، كما قام دحو ولد قابلية، أخ البطلة، بالتدقيق التاريخي لأحداث الفيلم، ولقد اختار صحراوي، صاحب الفيلم الروائي الطويل "سركاجي"، سرد أحداث فيلمه بواقعية من خلال نقل وقائع سايرت مهمة الشهيدة في معالجة المجروحين من المجاهدين وسكان الأرياف وأيضا عملية نقلها لمادة طبية خاصة بالتخدير إلى أحد المستشفيات التابعة للمجاهدين في الجبال، وبعد سفر شاق ومتعب في مسالك وعرة وتحت خطر مداهمة جنود المستعمر لمكان تواجدها والفريق المرافق لها تقع صليحة في كمين لجنود المستعمر وتقاوم إلى جانب رفاقها غير أنها تصاب بوابل من الرصاص لتسقط شهيدة وتلتحق بأخيها نور الدين الذي استشهد قبلها بأشهر، ويركز المخرج في هذا العمل على إظهار الجانب الإنساني طيلة أحداث الفيلم خاصة في بعض المواقف التي أظهرت قوة شخصية صليحة التي بقدر ما كانت حازمة وشرسة في مواجهة العدو بقدر ما كانت طيبة وصاحبة تعامل حسن مع الجميع. للإشارة، شارك في أداء هذا العمل العديد من الأسماء على غرار الممثلة الشابة سهى ولهى التي جسدت باقتدار دور صليحة، وكذا مبروك فروجي وقرايدي نذير وحليم زريبيع وآخرين، إلى جانب محمد فريمهدي الذي أدى دور أب البطلة والممثلة القديرة فضيلة حشماوي التي أدت دور أمها.