* المسرح الوطني يحيي ذكرى وفاة الفنان الراحل "عز الدين مجوبي" حلت أول أمس، الذكرى ال 28 لوفاة أحد أعمدة المسرح الجزائري وهو الفنان القدير عز الدين مجوبي، الذي اغتيل بتاريخ 13 فيفري 1995، بعد تعينه لمدة شهور على رأس مؤسسة المسرح الوطني الجزائري، محي الدين بشطارزي الذي نظم أمس، وقفة عرفان لشهيد الفن، بحضور العديد من الوجوه الفنية على غرار الفنان عبد الحميد رابية، وابراهيم شوقي، والفنان سليم الشاوي والكاتب جمال فوغالي، ونضال الجزائري وعدد من محبيه. وقد عرفت المناسبة وضع باقة من الزهور عند المكان الذي تعرض فيها الراحل للاعتداء الإرهابي الذي حرم الساحة الثقافية الجزائرية من احد المع أقطابها، وفي كلمة له أعرب الممثل عبد الحميد رابية, عن أسفه لفقدان قامة من قامات المسرح والثقافة الوطنية, داعيا إلى المحافظة على ذاكرة هذا الفنان , الذي ترك أعمالا مسرحية خالدة و اشرف على تكوين أجيال من الممثلين الشباب. …معرض للصّور وعروض مسرحية في ذكرى رحيل مجوبي انطلقت بعنابة فعاليات إحياء الذكرى 28 لرحيل الفنان عز الدين مجوبي بتدشين معرض للصور المدعمة بفيديوهات حول أعمال الفقيد، التي ستظل بصماتها خالدة في مسيرة المسرح الجزائري الحديث، كما أعرب عنه عدد من الوافدين على بهو المسرح الجهوى لعنابة الذي يحتضن التظاهرة، وأمام نحو 100 صورة ومقاطع فيديو تبرز الأداء الرائع والمميز للراحل على خشبة المسرح، وتسلط الضوء على إبداعاته المسرحية مثل "حافلة تسير" و"غابوا الأفكار" و"العيطة"، وغيرها من الأعمال التي برع الراحل في أدائها أو إخراجها، توقّف مطولا عديد المواطنين لاسيما الشباب الذين كان من بينهم فنانون هواة، حيث استذكروا روح الفنان والقدرة الإبداعية الكبيرة التي كان يتمتع بها، وأكّد مدير المسرح الجهوي بعنابة مهدي ريزي، أنّ المؤسّسة التي يشرف عليها تعتز بكونها تحمل اسم الفنان المناضل والمبدع الراقي عز الدين مجوبي، وأضاف أنّ الفنان الراحل دوّن اسمه في سجل روائع المسرح الجزائري من خلال أدائه المتميز والمبهر في مسرحية "حافلة تسير" رفقة الممثلة دليلة حليلو، إلى جانب مسرحية "عالم البعوش" التي أفتكت جائزة أحسن ممثل في مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس سنة 1993، إلى جانب أعمال مسرحية أخرى كان الفقيد بطلها في التمثيل أو الإخراج والتصميم. …مسيرة مليئة بالأعمال التي ستبقى خالدة بسجل المسرح الجزائري تميّزت مسيرة مجوبي، الذي اغتالته أيادي الإرهاب في 13 فيفري 1995 بالقرب من مبنى المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي بالعاصمة وهو في أوج عطائه الفني، بالإبداع والتجديد والتألق على مدار أكثر من ثلاثين عاما من النشاط المتواصل، وكان الحضور الكبير والأبرز لمجوبي في التمثيل المسرحي، إذ أبدع في أدوار متنوعة، بين صغيرة وكبيرة، خاطب من خلالها الفكر والروح، وعكستها أعمال كثيرة جسدت هموم الإنسان والوطن، وهي إبداعات شاركه فيها كبار الممثلين والمخرجين، ولد مجوبي بمدينة عزابة بولاية سكيكدة في 30 أكتوبر 1947، وبدأ نشاطه كممثل مسرحي في 1963 بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح بالعاصمة، التحق بالمسرح الوطني الجزائري في 1966 لينضم بعدها للفرقة المسرحية الأولى للإذاعة والتلفزة الجزائرية. وعاد الرّاحل ليلتحق من جديد بالمسرح الوطني الجزائري من 1974 إلى 1989 كممثل وكمساعد مخرج رفقة مصطفى قزدرلي وزياني شريف عياد وآخرين، ومن أعماله خلال هذه المرحلة "الصّمود" (1975) وهو تركيب شعري من أجل فلسطين و"قالوا لعرب قالوا" (1983)، كما تميّز الفقيد في "غابو لفكار" (1986) التي نال بها جائزة أحسن إخراج بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة، و"بابور غرق" (1983) لسليمان بن عيسى، والتي حازت شهرة كبيرة وأيضا "حافلة تسير" (1985) لزياني شريف عياد، ولقد أبدع مجوبي في هذا العمل الأخير، والذي أدى فيه البطولة إلى جانب الممثلة دليلة حليلو فحقّق نجاحا كبيرا، وقد شكّل العمل علامة فارقة في تاريخ المسرح الجزائري، إذ صارت عبارة "نوارة بنتي" التي كان يردّدها من أشهر "اللازمات" في الفن الرابع الجزائري. ومن الأعمال المسرحية التي تميز بها أيضا الراحل "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" (1987) المقتبسة عن رواية بنفس الاسم للأديب الراحل الطاهر وطار، وقد شاركه فيها نخبة من الممثلين المسرحيين بينهم صونيا مكيو وامحمد بن قطاف وإدريس شقروني، وبعد تجربة مميزة في الفن الرابع، قدّم الراحل أيضا عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية، أشهرها "يوميات شاب عامل" لمحمد افتيسان و"زيتون بوهليلات" لنذير محمد عزيزي و"خريف 1988″ لمليك لخضر حمينة و"لحن الأمل" لجمال فزاز، وأسّس الراحل بعدها، رفقة شريف عياد وصونيا وامحمد بن قطاف وآخرين الفرقة المستقلة "القلعة" (1990)، التي أنتجت أعمالا من قبيل "آخر المساجين" و"حافلة تسير 2″ و"العيطة" قبل أن يغادرها ويخرج مسرحية "عالم البعوش" (1993) لصالح المسرح الجهوي لباتنة، والتي توّجت بجائزة أحسن ممثل في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح (تونس)، وكذا "الحوينتة" (1994) لفائدة المسرح الجهوي لبجاية، والتي نال عليها جائزة أحسن إخراج، وهي آخر إبداعاته، وإلى جانب إبداعه الفني كممثل وكمخرج، كان للراحل أيضا إسهاماته في التكوين، حيث كان أستاذا في الإلقاء والنطق بالمعهد الوطني العالي للفنون الدرامية، وقد ساهم أيضا في تأسيس العديد من الفرق الهاوية عبر الولايات، كما تقلّد عدة مناصب فعين مديرا للمسرحين الجهويين لباتنة وبجاية، وفي أواخر جانفي 1995، تمّ تعيينه على رأس مؤسسة المسرح الوطني الجزائري لتطاله بعد أيام فقط من تعيينه يد الإرهاب التي لم تمهله الوقت لإكمال مشروعه المسرحي، ومواصلة تميزه الإبداعي الكبير الذي ترك بصمة لا تمحى في عالم الركح. نسرين أحمد زواوي