استخدمت قوات الأمن الأردنية ليل الاثنين الثلاثاء في مخيم للاجئين السوريين في شمال المملكة الغازات المسيلة للدموع لفض تحرك احتجاجي تحول إلى اعمال شغب اوقعت اصابات في صفوف اللاجئين ورجال الأمن، حسب ما افادت مصادر متطابقة. وقال الشيخ زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم مساعدات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين في المملكة، لوكالة فرانس برس ان "قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين اثاروا شغبا في مخيم الزعتري (85 كم شمال عمان)". واضاف ان "حوالي 500 لاجئ شاركوا في اعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن ما أوقع عشرات الإصابات بينهم وبين رجال الأمن"، وأشار الى ان "مثيري الشغب احرقوا مستشفى ميدانيا وخياما وحطموا سيارات اسعاف كانت موجودة لخدمتهم". وقال المقدم محمد الخطيب، الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، لوكالة فرانس برس ان "قوات الدرك سيطرت على الموقف بعد اندلاع اعمال شغب واسعة في المخيم" لكنه لم يعط تفاصيل حول وقوع اصابات او اعتقالات. واضاف ان "الحالة الجوية التي شهدتها المملكة امس (الاثنين) والرياح القوية ادت الى تطاير مئات الخيام في المخيم وانقطاع التيار الكهربائي ما دفع بعض اللاجئين الى الاحتجاج". لكن حماد رأى ان "هناك فئة مندسة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بين اللاجئين في المخيم تسعى لضرب العمل الاغاثي داخله عبر استغلال اي حجة بين حين وآخر". واضاف ان "هذا مخطط سوري واضح للقيام باعمال عنف داخل الاردن لدفعه لوقف استقبال اللاجئين السوريين". وقال الخطيب لوكالة فرانس برس ان "الاجهزة الامنية ضبطت الاثنين اربعة سوريين بمدينة المفرق (شمال-شرق قرب الحدود مع سوريا) بحوزتهم اسلحة كلاشنيكوف ومسدسات وعتاد ومناظير رؤية ليلية". واضاف ان "التحقيقات لا زالت جارية مع الأربعة للوصول إلى آخرين اثر معلومات عن وجود أشخاص من جنسيات عربية تنوي افتعال فوضى وإثارة قلاقل بالمملكة". وكان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس في سبتمبر لدى سؤاله عن وجود "خلايا نائمة" بين اللاجئين السوريين ان "عددا منهم لم يأت بحثا عن ملاذ آمن بل لتنفيذ مهام أخرى". واوضح ان تلك المهام تتضمن "جمع معلومات استخبارية عن اللاجئين، او لتنفيذ مخططات تستهدف استقرار الأردن وامنه". وكان الامن الاردني استخدم الغاز المسيل للدموع الاسبوع الماضي لتفريق محتجين غاضبين في المخيم نفسه الذي يأوي نحو 34 الف لاجىء سوري، بعدما احرقوا خيمة ودمروا ممتلكات. ويأوي الاردن، الذي يشترك وسوريا بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومترا، اكثر من 200 الف سوري منذ بدء الاحداث في جارته الشمالية في اذار/مارس 2011. واحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في الاردن 85 الفا و197 لاجئا بينهم 35 الفا و961 ينتظرون التسجيل.