نجح المنتخب الوطني لكرة القدم خلال الأشهر الأخيرة في استقطاب عدد من النجوم الذين يلعبون في دوريات أوروبية قوية ضمن سياسة الاتحاد الجزائري للتطوير، وكذلك مدرب "الخضر" جمال بلماضي، وذلك من أجل كسب المنافسة مع المنتخبات الأوروبية التي ترغب بدورها في الفوز بخدمات المواهب العربية. واختلفت سياسة بلماضي في الأشهر الماضية، إذ أصبح يُبادر بمحاولة دمج المواهب الشابة مع المنتخب الأول لتفادي الصعوبات التي يمكن أن تعترضه لاحقاً في حال برز اللاعب بشكل كبير، الأمر الذي ربما يجعله متردداً في قبول فكرة تمثيل منتخب الجزائر مثلما حصل مع عدد من اللاعبين وآخرهم حسام عوار الذي كان قادراً على تمثيل المنتخب الجزائري منذ السنوات الماضية. وهذه الاستراتيجية ضمنت للمنتخب الجزائري حلولاً بديلة قادرة على رفع التحدي وحمل "المشعل" عن النجوم الذين يقودون منتخب الجزائر حالياً، وفي وقت يبدو من المبكر لأوانه الحديث عن خليفة يوسف بلايلي أو رياض محرز أو إسماعيل بن ناصر وغيرهم من اللاعبين، إلا أن المؤشرات الأولى تؤكد أن منتخب "المحاربين" يملك ترسانة من المواهب التي تنتظر الفرصة ويُمكنها خوض المباريات مع المنتخب حتى تُساهم في نجاح كرة القدم الجزائرية وتعويض خيبة الغياب عن مونديال قطر 2022. ويُمكن القول إن العناصر الاحتياطية في منتخب الجزائر يُمكنها أن تلعب أساسية في منتخبات أخرى، ذلك أن الدوري الفرنسي أساساً بات يعج بالمواهب الجزائرية التي ربما تكون حاضرة في المعسكر القادم مع "الخضر"، لتقدم نفسها بشكل جيد أمام المدرب بلماضي، الذي سيكون أمام هامش اختيار كبير ومهمته لن تكون سهلة لاختيار أفضل اللاعبين في المباريات القادمة. ويبدو بلال براهيمي (22 سنة)، من بين العناصر القادرة على أن تلعب دوراً كبيراً في المرحلة القادمة، بما أنّ بداية عام 2023، كانت مثالية بالنسبة إليه مع فريق نيس، الذي حقق نتائج قوية أعادته إلى المنافسة على المراكز الأوروبية، وسجل براهيمي 3 أهداف مع فريقه في الدوري الفرنسي، وما زال قادراً على تحسين أرقامه خاصة إن نجح في تثبيت نفسه أساسياً في حسابات مدرب الفريق، ديديه ديغارد، الذي يؤمن به كثيراً عكس المدرب السابق الذي كان يرغب في إعارته إلى نادي تروا. كما ويتميز براهيمي بسرعته الفائقة وقدرته على المراوغة، والهدف الذي سجله في مرمى فريق مرسيليا الفرنسي يؤكد امتلاكه القدرات الفنية الكبيرة التي ستجعله من بين نجوم المرحلة القادمة في الدوري الفرنسي وعنصراً مهماً في منتخب الجزائر. كما يضم فريق نيس لاعباً جزائرياً ثانياً بدأ يتحسس طريقه نحو التألق والبروز مع فريقه، وهو بدر الدين بوعناني، صاحب ال 18 سنة، الذي شارك في عدد من المباريات في الدوري الفرنسي منذ بداية عام 2023، وهو ما يعني أنّه بدأ يفرض نفسه في حسابات مدربه. وفي انتظار أول أهدافه في الدوري، فإن بوعناني يُمكنه أن يوفر حلولاً لهجوم منتخب الجزائر، رغم أن حضوره في المعسكر القادم لا يبدو مؤكداً بما أنّ أرقامه لا تساعد على منافسة الأسماء التي تملك خبرة كبيرة خاصة مع تألق إسلام سليماني في الدوري البلجيكي ولكنه سيكون خياراً متاحاً في المستقبل لحمل المشعل خاصة وأن كل مهاجمي منتخب الجزائر تقدموا في السن نسبياً، وهو من بين المواهب التي يُتوقع لها تحقيق نجاح كبير. وشهدت المباريات الأخيرة في الدوري الفرنسي ارتفاع أسهم فارس شعيبي مع فريقه تولوز، حيث بات صاحب ال 20 سنة حاسماً ويصنع الفارق بعدما سجل 3 أهداف في الدوري، كما سجل في مسابقة الكأس، ويتميز بمهاراته الفنية العالية وترسيمه أساسياً في تشكيلة فريقه يؤكد أنّه نجم قادم بقوة لا سيما وأن فريقه الحالي معروف بأنّه يكوّن أفضل اللاعبين ويمنح الفرصة للمواهب من أجل إظهار قدراته في مختلف المسابقات، وبادر بالكشف عن قراره النهائي وقبول اللعب لمنتخب الجزائر. وبدأ جوان حجام بالمشاركة مع فريق نانت في بعض المباريات بالآونة الأخيرة، إذ كان شهر فيفري الماضي مميزاً في مسيرته بعدما شارك في كل المباريات مع الفريق وبالتالي بات مستعداً لرفع التحدي مع منتخب الجزائر في حال قرّر المدرب، جمال بلماضي، منحه الثقة، خاصة وأن صغر سنه (19 سنة) وقدراته البدنية تجعله قادراً على توفير الحلول للدفاع رغم قوة المنافسة التي سيجدها في المنتخب أو كذلك فريق نانت. ومن بين الأسماء التي من المفترض أن تدعم دفاع المنتخب الجزائري قريباً، ريان آيت نوري، لاعب فريق وولفهارمبتون الإنكليزي، ووافق اللاعب على تمثيل منتخب "الخضر" وسيكون حاضراً في المعسكرات القادمة وبالتالي سيكون التنافس في الجهة اليسرى قوياً للغاية وسط وجود أسماء قوية قادرة على أن تلعب بانتظام وتساعد منتخب المحاربين، ولن يكون من السهل على المدرب، جمال بلماضي، اختيار اللاعب الأساسي.