بدأت فرنسا "عملية إجلاء سريع" لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي من السودان، الأحد، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، بإطلاق النار على موكب الدبلوماسيين الفرنسيين. ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضا مواطنين أوروبيين وآخرين منحدرين من "دول شريكة حليفة"، دون أن تقدّم تفاصيل إضافية. من جانبها، أعلنت القوات المسلحة السودانية، أن قوات الدعم السريع ارتكبت عدة انتهاكات على بعثات دبلوماسية بينها الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى لتعطيل عملية الإخلاء. وقالت القوات المسلحة في حسابها على فيسبوك، إن "مليشيا الدعم السريع سرقت العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي، واعتدت اليوم على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان، وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة، كما اعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء". ولفتت إلى "إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في برّي". ودانت القوات المسلحة "هذا السلوك البربري والجنوح للعنف والذي هو سمة ملازمة لمليشيا الدعم السريع قبل وبعد تمردها في أسوأ نموذج لاستغلال القوة والمال عرفه تاريخ البلاد". من جهته، أكد المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو أن "عناصر مندسة هي من تنفذ الاعتداءات على الدبلوماسيين". وأعلنت قوات الدعم السريع، أن قواتها تعرضت صباحا لهجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم مرورا ببحري إلى أم درمان، ما عرّض حياة الرعايا الفرنسيين للخطر. وأكدت إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة بقية الرعايا، لافتة إلى أنها حفاظا على سلامة الرعايا الفرنسيين اضطرت إلى العودة بالموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى. وأشارت في بيان إلى أنه "وبتنسيق تام مع الحكومة الفرنسية تحرك صباح اليوم موكب إجلاء الرعايا الفرنسيين من أماكن تجميعهم بالسفارة الفرنسية وعبورا بمدينة بحري إلى أم درمان أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة". وأضافت أن "هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني وللهدنة المعلنة كان بشهادة وحضور أعضاء السفارة الفرنسية التي وثقت الحادث". وجددت قوات الدعم السريع تأكيدها "بالالتزام الكامل بالهدنة المعلنة وفتح الممرات الإنسانية لتمكين المواطنين من الحصول على الخدمات الضرورية، ولتسهيل حركة الرعايا الأجانب إلى مناطق الإجلاء التي حددتها حكوماتهم".