يتواصل بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، وإلى غاية 25 جوان الداخل، معرض "شهادات" للفنان التشكيلي رابح محجوبي، والذي يضم أزيد من 60 لوحة فنية بأحجام مختلفة, تتناول العديد من المواضيع سيما موضوع التراث أنجزها وفقا لتقنيات وأساليب متنوعة كالأسلوب التجريدي التعبيري باستخدام الألوان المائية (الأكريليك), تجسد اللمسة الفنية الإبداعية لهذا الفنان المخضرم ونظرته لجدوى الفن وعلاقته بالواقع. الزائر للمعرض يستوقفه كيفية توظيف الفنان رابح محجوبي بحساسية مرهفة شلالا من الألوان المتراكمة للتعبير عما يجري من حوله من ظواهر وتناقضات وتناغم في آن واحد, كما تسلط أعماله الفنية الضوء على الكثير من القضايا التي تشغل الإنسان بنظرة فلسفية وروحانية وفق صياغة فنية ذكية، كما تعكس باقة الأعمال الإبداعية ذات المنحى الانطباعي وشبه التصويري المعروضة التي طعمها بعناصر عديدة منها الحروف العربية ورموز مختلفة من ثراء التراث الجزائري وتنوعه, لترتسم فسيفساء بديعة تحمل هواجس وتخمينات الفنان بحسه المرهف ومشاعره الرقيقة القلقة. ومن بين عناوين الأعمال المعروضة بجمالية نجد "الجبل الذهبي", "النون", "الخصوبة", "بصمات", "الحوار", "الزهراء", "الحمامة", و "مدينة السلام" حيث تجلت في هذه الأعمال باقة من الألوان على غرار الأصفر والبرتقالي والبنفسجي و الأحمر و البني و الأزرق بتدرجاتها, اعتمدها المبدع كخيار جمالي وقيمي يجسد جوانب في علاقته بالإنسان والحياة وأيضا بذاته. وبالمناسبة اعتبر رابح محجوبي ان الفن هو أداة للحوار مع الآخر والبوح وأيضا السعي والبحث في عمق الذات لإثبات هذه الحرية الضرورية دون التباس, بحثا عن المعرفة و الفهم, مشيرا إلى أن أسلوبه الذي يمازج بين التجريد والتعبيرية هو محاولة لإقحام الجمهور في العملية الفنية لديه بحرية تأويل اللوحات المعروضة وتفسيرها. للإشارة، الفنان رابح محجوبي تخرج من مؤسسة الفنون الجميلة بالجزائر سنة 1978, كما شارك في العديد من المعارض الفنية بالجزائر وخارجها على غرار موسكو وبراغ جوهانسبورغ و باريس وتحصل على عدة جوائز منها الجائزة الأولى لملصقة الرسم المتوسطي (1985).