نظمت أول أمس، الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي, ندوة تكريمية للفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني تم خلالها إبراز دور فنانيها إبان الثورة التحريرية في الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية والتزامهم في خدمة الثورة التحريرية. وقال الممثل المسرحي حميد رابية, في ندوة تحت عنوان "الفنان والثورة التحريرية", أن الفنانين في مختلف أشكال الممارسة الفنية كالمسرح والموسيقى والغناء والسينما ساهموا بفعالية في المسيرة النضالية للجزائريين وكفاحهم ضد المستعمر الفرنسي الذي عمد على تشويه وطمس الثقافة والذاكرة الجزائرية. وأوضح رابية أن الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني تأسست بأمر من القيادة العليا للثورة في فبراير 1958, حيث ارتكز دورها الطلائعي ومهمتها الرئيسية في التعريف بمقاومة ونضال الشعب الجزائري وتراثه الثقافي العريق, وخصوصا من خلال المسرح، ولفت إلى أن الانطلاقة كانت من تونس التي اجتمع فيها 35 عضوا من أجل تأسيس هذه الفرقة, في سرية تامة, حيث تم بعدها تكليف الفنان مصطفى كاتب برئاستها بعد أن توسعت لتشمل 52 عضوا, وقد كان أول عرض مسرحي لها بعنوان "نحو النور". وشدد المتحدث على أن هذه الفرقة كانت سفيرا للثورة وساهمت في تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية, عبر تنظيم عدة جولات في العالم, وقد كان من عروضها أيضا "أبناء القصبة" و"الخالدون" وكذا "دم الأحرار"، كما تطرق المتحدث, في سياق كلامه, إلى عدد من المبدعين الذين استشهدوا في ميدان الكفاح بعد التحاقهم بجيش التحرير الوطني على غرار عبد المجيد رضا وعلي معاشي, كما استعرض أهم محطات الفرقة بعد الاستقلال, وخصوصا تأسيس المسرح الوطني الجزائري. وأقيم بالمناسبة معرض للصور خاص بمسار الفرقة وأعضائها وأبرز إنتاجاتها وجولاتها عبر العالم, والتي ساهمت في إرساء مقاومة فنية وثقافية والتعريف بعدالة القضية الجزائرية ومجابهتها للمستعمر الفرنسي بسلاح الفن. للإشارة، الفنان عبد الحميد رابية ممثل مسرحي وسينمائي وتلفزيوني، حصل على شهادة في عام 1970 من معهد الفنون المسرحية, انضم في عام 1973 إلى المسرح الوطني الجزائري كممثل محترف حتى عام 2018، وقد كان مساره غنيًا جدًا في المسرح حيث يملك في رصيده عديد المشاركات منها "جحا والناس"، "قالو لعرب"، "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، "وفاة البائع المتجول"، وفي السينما مثل "سقف وعائلة"، "الصامدون"، "المسار"، وكذلك في التلفزيون مسلسلات وبرامج كالغائب، ياسمين، ازرع ينبت، ساعد القط.