الجزائر - أجمع مشاركون يوم الثلاثاء بالجزائر في ندوة حول مساهمة الفنان في الحفاظ على الذاكرة الوطنية على الدور الرائد الذي قام به الفنانون إبان الثورة التحريرية. وقال الممثل والمسرحي عبد الحميد رابية أن الفن ساهم مساهمة فعالة في المسيرة النضالية للجزائريين وخصوصا من خلال المسرح وهذا منذ عهد الأمير خالد الذي عمل على النهوض بالنشاط المسرحي". واعتبر رابية أن تأسيس "حزب شمال إفريقيا" عام 1926 "تزامن مع ميلاد المسرح الجزائري من خلال مسرحية "جحا" لعلي سلالي (علالو)" مؤكدا أن تأسيس "الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني" عام 1958 كان بمثابة القفزة النوعية في مسيرة المسرح الوطني النضالية. الفرقة التي تأسست في تونس تحت قيادة مصطفى كاتب وجهت بعد تأسيسها نداء الواجب الوطني لجميع الفنانين الجزائريين من مسرحيين وموسيقيين وغيرهم حيث لبى كثيرون هذا النداء وصار الفنان كالجندي المدني مهمته التعريف بالقضية الجزائرية عبر العالم من خلال النشاطات التي يقوم بها. ولفت رابية إلى أن الفرقة لم تكن الوحيدة الناشطة في الميدان فقد برزمسرحيون كبارمارسوا نضالهم من خلال فنهم ولكن خارج الفرقة ومنهم محي الدين بشطارزي الذي عمل من خلال مسرحياته الإجتماعية والسياسية وأغانيه الوطنية على بعث الروح التحررية في الإنسان الجزائري. ورجع مصطفى سحنون رئيس الجوق للفرقة الفنية لجبهة التحرير بالذاكرة إلى الوراء حيث تحدث عن النشاط السياسي الذي لعبته الفرقة عبر الفن وكيف أنها كانت وسيلة مهمة في التعريف بالقضية الوطنية عبرعديد البلدان وخصوصا في العالم الإشتراكي آنذاك. وأوضح سحنون أن إضراب فبراير 1957 كان بمثابة الدليل على ووحدت الجزائريين و رغبتهم في الإستقلال "وهو ما أعطى دفعا للفنانين لأداء واجبهم من خلال الفن". من جهته قال محمد رباح وهو أحد المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية أن الفنان الجزائري خدم الثورة حتى قبل انطلاقتها مشدد على أنه "لا يجب أبدا نسيان الدور النضالي الذي لعبه مسرحيون من أمثال رشيد بلخضر(قسنطيني) وعلالو وأيضا محمد توري". وجاءت الندوة في إطارالأسبوع الثقافي والتاريخي ال12 حول اليوم الوطني للشهيد الذي سيستمرحتى 18 فبراير الجاري.