تعزز قطاع النقل بولاية الجلفة، خلال سنة 2023 بتدشين خط جديد للسكك الحديدية كدعامة للبنى التحتية الكبرى والمحورية، ساهم في دعم الاتصال بين مختلف مناطق الولاية وما جاورها وفي زيادة الحركية الاجتماعية والاقتصادية. فلقد وضع في الخدمة خط سكك حديدية اختراقي شمال-جنوب جديد يربط بين بوغزول (المدية) والجلفة على مسافة 140 كيلومتر وبين الجلفةوالأغواط على مسافة 110 كيلومتر، دشنه رئيس الجمهورية ،السيد عبد المجيد تبون، خلال الزيارة التي خصها للولاية في أكتوبر الماضي. ولقد اسند انجاز مشروع خط السكك الحديدية بوغزول (المدية)-الجلفة-الأغواط الذي انطلقت أشغاله خلال الثلاثي الثالث لسنة 2012، لعدة مؤسسات وطنية على غرار المؤسسة الوطنية لدرسات وإنجاز المنشآت الفنية (SEROR) ومجمع كوسيدار فرعي الأشغال العمومية والمنشآت الفنية (COSIDER TP/OA) ومؤسسة (ESTEL RAIL) المختصة في نظم الإشارة والاتصالات للسكك الحديدية، وكذا الشركة الوطنية للبنية التحتية للسكك الحديدية (INFRARAIL). ورصد لهذا المشروع الذي أشرفت على إنجازه في النهاية الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية (ANESRIF) غلاف مالي فاق 51 مليار دينار جزائري، و لقد ارتفعت تكلفة انجازه وفرض أموالا إضافية بسبب التأخير في الانجاز. وشهد شطري الخط منذ تدشينهما حركية كبيرة للمسافرين الذين يستعملونه بداعي حاجة التنقل وأحيانا بدافع الفضول لدى البعض ممن أرادوا القيام بتجربة ركوب القطار الذي عادت صفارته لولاية الجلفة بعد غياب دام أربعة عقود. فلقد كانت ولاية الجلفة تتوفر على أول خط للسكك الحديدية يربطها بالبليدة منذ سنة 1910 كان يستعمل خلال الحقبة الاستعمارية لنقل الملح انطلاقا من محطة المصران ببلدية حاسي بحبح ( الجهة الشمالية للولاية) في اتجاه الشمال، واستعمل بعدها الى نقل المؤونة و الماشية و غيرها، حسب مصادر تاريخية. ولقد استغل هذا الخط غداة الاستقلال في نقل المسافرين والبضائع على حد سواء إلى أن توقف عن السير في ثمانينيات القرن الماضي وبقي استغلاله ظرفي فقط حتى توقف نهائيا في التسعينيات. وسجل المدير المحلي للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، محمد ياسين جبوري، أن خط بوغزول (المدية)-الجلفة-الأغواط، ساهم "إيجابيا" في تسهيل تنقل المواطنين بالنظر إلى تزايد عدد المسافرين بواسطته يوم بعد يوم ليبلغ معدل 350 إلى 400 مسافر يوميا. وكانت الجلفة قد استفادت من وضع حيز الخدمة سنة 2022 لخط جديد للسكك الحديدية شرق-غرب يربط بين المسيلة وتسيمسيلت مرورا ببوغزول (المدية) ويعبر ثلاث بلديات شمال الولاية وهي البيرين وسيدي لعجال وحاسي فدول. وتعززت نفس البلديات ضمن نفس الخط بهياكل قاعدية تمثلت في محطات لنقل المسافرين، أنجزت بتصاميم هندسية جميلة، وأضحت تعرف حركية كبيرة للمسافرين وفق برنامج توقيت يومي يتوقف عندها القطار في رحلاته. من المنتظر أن يتعزز خط السكك الحديدية شمال-جنوب بخط اختراقي آخر يربط بوغزول (المدية) بالشفة (البليدة)، كما أمر به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لدى زيارته للولاية، ويتوقع المسؤولون المحليون أن يكون له أثر جد هام على اقتصاد الولاية. وتماشيا مع هذا الطرح، أكد الباحث الجامعي وأستاذ التعليم العالي ،مصطفى مختاري، المتخصص في الإقتصاد، أن إعلان الرئيس مؤخرا حول مد خط جديد يربط بوغزول بالشفة، يعزز الرؤية الإستراتيجية لخط شمال-جنوب الذي تم وضعه حيز الخدمة مؤخرا، سيضفي إلى زيادة الحركية للمسافرين، و سيكون له "تأثير جم" على اقتصاد المنطقة باستقطابه للمستثمرين من جهة و في توسيع التبادلات التجارية من جهة أخرى. وأشار ذات المختص الذي يشغل أيضا منصب نائب مدير جامعة "زيان عاشور" مكلف بالتنمية والاستشراف والتوجيه، أن خط السكة الحديدية يعد "شريان اقتصادي" إذا ما تم إلحاقه أيضا بميناء جاف لتخزين ونقل البضائع والمنتجات في ظل الحركية التنموية التي تشهدها ولاية الجلفة وما جاورها في العديد من الشعب الفلاحية وبروز إستثمارات عدة ذات علاقة بالصناعات التحويلية.