تلتزم الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية بتنفيذ وتجسيد البرامج السككية على أرض الواقع سواء ما تعلق بالبنية التحتية لشبكة النقل بالسكك الحديدية أوالمحطات التي تعتبر جزءا لا يتجزأ عنها، وهذا بالنظر للدور المحوري لهذه المنشآت الذي تؤديه. محطات عصرية تحاكي الهوية في خدمة المسافرين والاقتصاد قطع تعزيز البنية التحتية للسكك الحديدية وكذا المنشآت الخدماتية، أشواطا كثيرة في السنوات الأخيرة بالجزائر، حيث سعت "أنسريف" إلى مرافقة تطور الحركية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد والمجتمع وتحسين نوعية الخدمات وتسهيل حركة المسافرين والبضائع على طول الشبكة الوطنية من خلال العديد من عمليات الانجاز. يؤكد المدير المركزي والمكلف بالإعلام عبد القادر مزار على مستوى الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في السكك الحديدية "انسريف" في تصريح ل«الشعب"، أن مشاريع البنية التحتية للسكك الحديدية والمنشآت الخدماتية التابعة لها المنجزة مؤخرا، سهر على تجسيدها إطارات المؤسسة وهي جزائرية مائة بالمائة، وعملوا على مرافقة مختلف مراحل الإنجاز والتشييد خطوة بخطوة وباحترافية كبيرة وهو ما يفسر النقلة النوعية لهذه المنشآت التي وضعت لخدمة الاقتصاد الوطني والمسافرين. وأوضح مزار أن الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في السكك الحديدية أنجزت الكثير من المشاريع، حيث استطاعت في ظرف سنة تسليم أكثر من 660 كلم من السكك الحديدية وهو ما يعتبر شبكة في بلدان أخرى، ناهيك عن أكثر من 40 محطة جديدة عصرية وذات جودة عالية، وتقدم خدمات نوعية للمسافرين على مستوى ولايات الجنوب والهضاب العليا، تم تسلمها في المدة الأخيرة ودخلت حيز الخدمة. وكان رئيس الجمهورية مؤخرا قد سلّم خط السكك الحديدية الرابط بين بوغزول الجلفة والأغواط على مسافة 250 كلم بقطارات تسير 220 كلم / الساعة، وتم على مستواه تدشين عدة محطات مسافرين منها بوغزول، عين وسارة، حاسي بحبح، الجلفة، سيدي مخلوف والأغواط، بالإضافة إلى محطات للبضائع أنجزت على مستوى هذا الخط السككي على مستوى حاسي بحبح، عين وسارة، الجلفة، والأغواط. وحسب المتحدّث كل هذه المحطات عصرية وتتميز بهندسة معمارية ذات خصوصية تحاكي هوية المنطقة الثقافية والحضارية، بالإضافة إلى توفرها على جميع المرافق الضرورية لراحة المسافرين من مكاتب إدارية وتقنية، فضاءات تجارية مزودة بتجهيزات لفائدة فئة ذوي الحاجات الخاصة ناهيك عن المساحات الخضراء. خطوط دولية.. لتشجيع التصدير نحو إفريقيا وأشار المدير المركزي على مستوى "أنسريف" على وجود مشاريع أخرى مبرمجة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، على غرار الخط الذي يربط بين الشفة وولاية تمنراست فإلى الحدود الجزائرية مع النيجر ومنه إلى العمق الافريقي لتشجيع التبادلات التجارية مع دول افريقيا من خلال هذه الخطوط السككية ذات البعد الإقليمي، وقد تم تسليم المقطع الأول. فيما ستنطلق الاشغال بالمقاطع الأخرى بعد انتهاء الدراسات على غرار مقطع الشفة – بوغزول، وهناك مقطع بوغزول – الاغواط الذي هو قيد الاستغلال حاليا، ومقطع الاغواط -غرداية تم انهاء الدراسات المتعلقة به وسيتم برمجة الاشغال الخاصة به قريبا، ومنها ما هو قيد الدراسة على غرار مقطع غرداية -المنيعة - عين صالح. وأوضح مزار أن البرنامج الوطني للنقل بالسكك الحديدية يشمل 58 ولاية جزائرية، بحيث هناك خطوط وصلت إلى الجنوب على غرار خط وهران- بشار وتقرت، الاغواط، وتكمن أهمية هذا النوع من الخطوط في كون أن خط السكك الحديدية شريان الحياة فهو محرك النمو الديموغرافي، ومحدث الحركية الاقتصادية والاجتماعية وتطور للعمران ولمناطق النشاطات وكذا تطور القرى إلى مدن ناهيك عن اختصار المسافات وضمان النقل بطريقة آمنة وأريحية تامة وأقل تكلفة وبأكبر كتلة. وأشار المتحدث أن انجاز هذه الخطوط السككية والمحطات الجديدة ساهمت في استحداث مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة بهذه المناطق، بالإضافة إلى المناصب المستحدثة لدى استغلال هذه الخطوط من طرف شركة النقل بالسكك الحديدية، سواء عبر المحطات أو القطارات وكذا الخدمات بكل المناطق التي تمر بها. برنامج خاص لربط المناطق الصناعية وفيما تعلق بمناطق النشاط الصناعي، تحدّث مزار عن برنامج خاص لربط معظم المناطق الصناعية الكبيرة بالسكك الحديدية على غرار منطقة بلارة بجيجل، ما ساهم في نقل العديد من المنتجات عبر الخطوط السككية ومن ذلك نقل مادة الاسمنت "من مصنع سيلاز" حتى ميناء جن جن، وكذا وهران والأمثلة كثيرة، ناهيك عن ربط مناطق النشاط أيضا. وبلغة الأرقام المترجمة للبنية التحتية الحديدية التي تتوفر عليها الجزائر، وصلت خطوط السكك الحديدة المستغلة إلى 4722 كلم، في حين بلغ عدد الخطوط التي هي قيد الإنجاز 2618 كلم خطوط جديدة و764 خطوط مزدوجة ، أمام الخطوط التي هي قيد الدراسة فتقدر ب 5 آلاف كلم، في حين تبلغ خطوط السكك الحديدية التي تمت دراساتها 3449 كلم، حيث بعد انجاز كل هذه المشاريع المبرمجة ودخولها حيز الخدمة ستتعزز أكثر الشبكة الوطنية للسكك الحديدية ما سيضمن الحد الأقصى من الوظيفية في تلبية الاحتياجات سواء بالنسبة لنقل المسافرين أو البضائع عبر الوطن أو حتى في العمق الإفريقي.