اختارت لجنة تحكيم مسابقة La Cinef، وهي إحدى المسابقات الرسمية التابعة لمهرجان كان السينمائي الدولي، والمخصصة لأفلام طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس السينمائية، الفيلم الفلسطيني سن الغزال، لسيف همّاش. حسب الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي الدولي، فأن لجنة تحكيم الجائزة لفئة الفيلم القصير وأفلام الطلاب La Cinef، لهذا العام، اختارت 18 فيلماً قصيراً، منها 14 فيلماً روائيّاً، وأربعة أفلام رسوم متحركة، من بين 2263 فيلماً قدّمتها مدارس السينما في جميع أنحاء العالم. يروي الروائي القصير سن الغزال في 16 دقيقة، قصة مؤثرة لرحلة شاب من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في مدينة بيت لحم، وصراعاته الداخلية والخارجية، لتنفيذ رغبة أخيه الطفل الشهيد في إلقاء سِنِّه في البحر، بالرغم من كلّ الصعوبات والعراقيل التي يواجهها من أجل تحقيق تلك الرغبة. في هذا السياق، ونقلا عن جريدة العربي الجديد، يلفت سيف همّاش مخرج فيلم سن الغزال إلى أن التسمية جاءت من حكاية شعبية وممارسة طفولية دارجة في فلسطين، تتعلق بمخاطبة الشمس كي تبدل السنّ التالف بأفضل منه، أو ب"سنّ غزال". ويحضر البحر في الفيلم تأكيداً على علاقة الشعب الفلسطيني برمزيته، وارتباطه بالحريّة وحق العودة، وذاكرة الشعب الجمعية، وبوصول فيلم سن الغزال إلى مهرجان كان، يحقق طلاب جامعة دار الكلمة حضوراً سينمائياً مميزاً في التظاهرة الدولية، حيث سبق اختيار فيلم الطالب سيف همّاش لهذا العام، فوز فيلم "أمبيانس" للمخرج وسام الجعفري في عام 2019، حين كان طالباً في الجامعة ذاتها، بجائزة مهرجان كان السينمائي بدورته الثانية والسبعين عن فئة أفلام الطلاب (La Cinef). وأشارت الجامعة إلى أنها، وضمن رسالتها الأكاديمية والفنية، تسعى دوماً إلى خلق مساحات تعبيرية بنَّاءة للطلاب والطالبات، تساهم في تعزيز حالة من المقاومة الثقافية، تكون قادرة على الانتصار، من دون تمييز، لمفهوم الحرية والإبداع وحق الشعوب في التعبير عن ذاتها ضد مختلف أشكال الاضطهاد، معبّرة عن فخرها بالإنجاز الذي تحقق من خلال اختيار فيلم "سنّ الغزال" للطالب سيف همّاش، "المخرج الواعد"، للمنافسة في هذه المسابقة الدولية المهمة. ويشير همّاش إلى أن اختيار فيلمه لمهرجان عالمي بحجم مهرجان كان السينمائي، خلق لديه شعوراً مُختلطاً، فمن جهة يريد أن يشعر بسعادة داخلية بذلك، باعتباره فيلمه الأول، وقد بذل فيه وطاقم العمل مجهوداً كبيراً، بإشراف المخرج مجدي العمري، الأستاذ في جامعة دار الكلمة، ومن جهة أخرى، تبدو "السعادة صعبة في ظل العجز الذي يتملكنا نحن الفلسطينيين من حرب الإبادة على قطاع غزة، وممارسات الاحتلال والمستوطنين جرائمهم في الضفة الغربية، لكن المهم رسالة الفيلم التي تمثّل صوتي في هذه التظاهرة العالمية".