قدم أكاديميون في ندوة علمية حول موضوع "التراث اللامادي حمايته وتثمينه وأبعاده المستدامة"، المنظمة الاثنين بالمتحف الوطني العمومي أحمد زبانة لوهران، جملة من الاقتراحات لصون التراث غير المادي الجزائري في ظل التكنولوجيات الحديثة. وأبرز الأستاذ بن مزيان شرقي، من قسم الفلسفة بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد، الذي قدم محاضرة بعنوان "التراث والمشترك الجمالي"، أنه "يتعين مواصلة العمل لتعزيز المنظومة القانونية لحفظ التراث اللامادي الذي تزخر به الجزائر". كما أكد على أهمية إدراج في البرامج التعليمية كل ما يتعلق بالتراث اللامادي خاصة في التعليم الابتدائي من خلال مادتي التربية الفنية أو الموسيقية، مقترحا من جهة أخرى إعادة إحياء الأغاني التراثية منها الثورية بصيغ عصرية وبتوزيع موسيقي جديد. ومن جهته، ركز الأستاذ عبد اللاوي عبد الله، من نفس المؤسسة الجامعية، الذي قدم محاضرة حول موضوع "الفلسفة والتراث اللامادي"، على فتح ورشات عمل لنقل هذا التراث بقيمه وأسراره ومكنوناته بين الأجيال وغرس هذه القيم لدى الناشئة وإشراك الطلاب في الحفاظ على هذا الموروث. كما يرى ذات المتدخل أن "الفن والابتكار الثقافي يلعبان دورا مهما في إثراء التراث اللامادي، حيث أن الفن يساهم في إعادة إحياء التراث بطريقة معاصرة وإضفاء عليها بعدا إبداعيا فنيا لجلب الجيل الجديد مع المحافظة على جوهره وقيمه"، مشيرا أيضا إلى أن "المنصات الرقمية مهمة للترويج للتراث غير المادي من أجل إعطاءه بعدا عالميا". أما الأستاذة العقعاق حفصة، من جامعة وهران 2 أيضا، فركزت في محاضرتها على الذاكرة الشفهية وترسيخ التراث اللامادي، حيث أكدت أن "التكوين والتدريب ونقل التراث من أجل استدامته يكون عن طريق تكاثف كل جهود الأفراد والمجتمع بمؤسساته (الجامعة والثقافة). كما أبرزت أهمية وضع برامج "البودكاست"، التي تتناول مواضيع حول التراث اللامادي مما يساهم في الترويج له عالميا وجلب السياح. وتضمنت هذه الندوة المنظمة من طرف متحف أحمد زبانة بالتنسيق مع كلية العلوم الإنسانية ووحدة البحث في علوم الإنسان للدراسات الفلسفية والاجتماعية والإنسانية لجامعة وهران 2 محمد بن أحمد، محاضرات أخرى تناولت "التراث اللامادي والقيم الإنسانية والثروة الثقافية" و"اثنوغرافية مدرسة لتعليم الموسيقى الأندلسية" و"دور الفن في تنمية المجتمع" و"التعريف بالتراث اللامادي ومهارات الإرشاد السياحي".