أكد مشاركون في تظاهرة "سلسلة من المحاضرات" بوهران، على أهمية التثمين الاقتصادي للتراث الثقافي، والارتقاء بالمتحف العمومي الوطني "أحمد زبانة" لوهران، من خلال تهيئته والترويج لهذه المؤسسة المتحفية، التي باستطاعتها أن تصبح موردا للثروة. في هذا الإطار، ذكر المحافظ الرئيسي للتراث الثقافي بالمرفق، قدور مجاهد، أن التثمين الاقتصادي للتراث الثقافي "يتطلب إعادة تهيئة هذه المؤسسة المتحفية، وفق المعايير العالمية، لتلبية رغبات الزوار، من جهة، وإجراء الحفظ الوقائي للتحف، بهدف ضمان ديمومتها للأجيال اللاحقة، من جهة أخرى". أضاف السيد مجاهد، الذي قدم محاضرة بعنوان "تهيئة المتحف: استدامة ومعرفة تثمين اقتصادي"، أن متحف "أحمد زبانة" يواجه عوائق، مما يتطلب إعادة تهيئته، منها ما يعود إلى طبيعة المبنى وإلى انعدام مسار للزائر، وغياب لوحات توجيهية وإرشادية، فضلا عن عراقيل أخرى داخل قاعات هذه المؤسسة، لا تسمح للزائر بالاستمتاع بالمجموعات المتحفية، فضلا عن اقتراح وضع مسلك لذوي الاحتياجات الخاصة. اعتبر ملحق بالحفظ بالمتحف، أحمد بوراس، أن تثمين الاقتصادي للتراث الثقافي، يكون من خلال الترويج المتحفي الذي يتطلب إنجاز مطويات ومجلات، للتعريف بالمجموعات المتحفية وتنظيم معارض خارج بناية المتحف، لاستقطاب الزوار وتفعيل الموقع الإلكتروني للمتحف، مع تنظيم زيارات افتراضية، وإدراج المؤسسات المتحفية في الأعمال التلفزيونية والسينمائية، التي تلعب دورا كبيرا في تسويق التراث الثقافي. كما أكد السيد بوراس، من خلال مداخلته المعنونة ب"الترويج المتحفي: تثمين واستثمار اقتصادي"، أن إدخال مادة التربية المتحفية في مناهج التعليم يعد ضروريا، مما يسمح بنشر ثقافة زيارة هذه الفضاءات الثقافية لدى الطفل. من جهته، قدم المتخصص في الآثار الإسلامية وعلم المتاحف بقسم علم الآثار بجامعة تلمسان، شرقي الرزقي، تدخلا تناول فيه دور المتحف بمختلف أنواعه، في بناء الفرد وتأطير المجتمع وحماية قيمه الثقافية والحضارية.