يعرض الفنان التشكيلي صالح آيت مهدي والنحات بوعلام جرنين، ابتداء من السبت وإلى غاية 24 أفريل الجاري برواق "الزوار آرت" بالجزائر العاصمة، مجموعتهما الفنية في مجال التشكيل والنحت تحت عنوان "الحلم والأمل". واجتمعت برواق "الزوار آرت"، التجربة الفنية لكل من التشكيلي صالح آيت مهدي والنحات بوعلام جرنين اللذين اتفقا على تقديم أعمالهما بمعرض مشترك تحت عنوان "الحلم والأمل" للتأكيد على أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين الفنانين الجزائريين. ويحضر آيت مهدي، الذي تخرج من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة سنة 1992، بعشرين لوحة فنية بين قديمة وجديدة تعكس مساره الطويل واشتغاله على تطوير أدواته الفنية متناولا مواضيع لها صلة بالمجتمع الجزائري خاصة ما تعلق منه بالمرأة باعتبارها "قيمة روحية واجتماعية"، كما قال. ويمكن للزائر أن يستكشف التغيرات التي طرأت على ريشة الفنان من خلال اللوحات المنجزة في نهاية الثمانينيات وفترة التسعينيات وتلك التي رسمها في العشريات الأخيرة، حيث انتقل من المدرسة الرمزية إلى المدرسة التجريدية التي اتخذها مجالا للبحث عن مزيد من الجمال وفرصة أرحب لترجمة أفكاره المتعلقة بالحلم والامل والحياة. وتعبر، في هذا الإطار، لوحة "سيمفونية" المنجزة بتقنية الزيت على القماش (1988) عن التفاؤل والأمل، فيما تعكس "نقطة بيضاء" المرسومة على الورق (2014) البحث عن صفاء الروح وسط عاصفة الحياة، بينما نجد في لوحة "مثلث الحياة" (1998) تفاصيل تراثية استمدها الفنان من بيئته وهي تشير إلى الثقافة العمرانية الأصيلة المعروفة في الجزائر والأشكال الهندسية المنتشرة خاصة ما تعلق منها بالأسطح والمآذن. ومن جهته، يحكي النحات العصامي بوعلام جرنين، من خلال 11 منحوتة، قصصا إنسانية متعددة تدور حول حاجة الإنسان إلى التعبير عن ثقافته ومشاعره وارتباطه بمجتمعه، وأيضا الصعوبات التي تعتري الفرد في تعامله مع الآخر من خلال التطرق إلى مواضيع متعلقة بالوحدة والعزلة والمرأة والرجل وغيرها من الأسئلة الوجودية التي يشتغل عليها هذا الفنان. ويقول بوعلام جرنين بخصوص منحوتاته مثل "الصرخة" و"الفراشة والظل" و"عزلة" بأنه "يعتمد أساسا على المواقف الإنسانية التي يعيشها في يومياته"، وأن كل منحوتة هي عبارة عن فكرة مرسومة على ورق قبل أن تتحول إلى مشروع ينجز بمواد تناسبه". ويمزج الفنان في منحوتاته المعروضة بين الخشب والأسلاك الحديدية والنحاس والرصاص، وهي ذات أشكال صغيرة ومتوسطة، وكل واحدة منها تعتبر عن قصة فرد من أفراد المجتمع حينما تطوقه الصعاب لكنه ورغم ذلك يتنفس الحياة، يقول الفنان.