63 فنانا بين هاوٍ ومحترف يعرضون تحفهم الفنية برواق باية، وهذا إلى غاية 16 جانفي الجاري في إطار فعاليات صالون الخريف، الذي يُعد تقليدا يحتضنه قصر الثقافة كل سنة. كما يشكل فضاء يلتقي فيه فنانون من مختلف المشارب التشكيلية وكذا الصورة والنحت. وبهذه المناسبة، يعرض الفنان عباس حموزة لوحتين لم يشأ أن يعطي لهما عنوانا، وارتأى أن يستعمل تقنية ليست بيسيرة، ألا وهي المنمنمات، أما آيت شفيعة رتيبة فانتقت تقنية أركيليك لرسم لوحة "شغف"، مستعملة اللون البني بصفة كبيرة، ورسمت في إطار هيئة شخص لا يظهر جنسه، ولكننا نشعر وكأنه يتأمل، كما أنه يعود في لوحة "رعشة الأفق" ولكن هذه المرة محاط باللون الأزرق، علاوة على مرافقة شخص آخر له. من جهته، رسم عزوزي لمين بورتريه لامرأة تحمل فاكهة تريد أن تقدمها لشخص عزيز، واعتمد في عمله هذا على التدقيق في التفاصيل؛ وكأنها صورة فوتوغرافية. أما عليان باية فرسمت عصافير برأس أسود وريش مزركش، أما في لوحة أخرى فرسمت فيلا. كما رسم محمد بحاش لوحة "إذا الشعب يوما أراد الحياة"، حيث صوّر أوجها مسيَّجة تظهر على ملامحها المعاناة والحيرة، بينما اختار عنوان "عندما يموت الأمل" للوحة رسمها بالأسلوب الانطباعي، صوّر فيها وجه رجل يعصّب رأسه بعمامة بيضاء. "الحراقة" هو موضوع يمس الشباب بكثرة، خاصة الميؤوس منه. وحاول بلجيلالي قندوز أن يعبّر عنه من خلال لوحة، رسم فيها قاربا يوشك على الغرق بعد أن اندلعت فيه النار. بالمقابل، انتقى الفنان بن عيسى معطا الله يحيى أن يتنصل من الألوان المتنوعة، ليرسم لوحتين "المجاهر" و"ولد تجديت". ما بها امرأة الفنانة بن شعبان ماجدة تدير لنا وجهها وتبرز ظهرها المليئ بالأوشام؟ وفي نفس السياق لم تشأ بن محمود فردية أن تُظهر ملامح المرأة التي رسمتها، وجعلتها ترتدي ثوبا جميلا؟ ودائما عن المرأة، رسم بوضياف حسام لوحتين، تضمنتا امرأة ترتدي الحايك. وها هي الفراشات تحلّق في سماء لوحة بورنان ألموث، بينما رسم شريف عبد المجيد لوحة، يظهر وكأنها تحمل أزهارا مختلفة الألوان، أما فغير شفيقة فاهتمت بالتاريخ من خلال رسمها لوحة "ممرات التاريخ"، ولوحة أخرى عن "تجديد القصبة". حب كبيش عبد الحليم للموسيقى جسّده في لوحة "الموسيقية"؛ حيث رسم امرأة تعزف على العود. وفي لوحة أخرى رسم وردا، وعنون لوحته ب "همسات الأزهار"، مع العلم أن هذا الفنان استعمل اللون الأزرق بكثرة. بالمقابل، رسمت مباركي أسماء حبل غسيل يحمل ملابس مختلفة الألوان. وتعود هذه الملابس في لوحة ثانية "حبل غسيل 2"، لكن هذه المرة اختلطت بالمنازل الملونة، فكوّنت زربية جميلة. كما اهتم يماني علي برسم البورتريهات، من بينها بورتريه "ليت الشباب يعود يوما"، رسم فيه وجه رجل تملؤه التجاعيد. أما في عالم الصور فالتقط عراب عبد الرزاق، صورة لطفل يحتضن القرآن. أما بن عبيد شريف فابتغى تسليط الضوء على مهنة قليلٌ من الرجال من يمتهنها، ألا وهي الخياطة، بينما أرادت بن محمد آمال أن تصوّر السماء، فجاءت الصورة وكأنها لوحة تجريدية. من جهته، التقط هدهوم فوضيل صورة لامرأة تسكب على وجهها ماء، ويظهر أنها تشعر بانتعاش. أما العيد بلال فالتقط صورة لراع، يظهر وكأنه يخاطب خرفانه، في حين أكدت تينهينان ياسمين واعر على الجمال الجزائري في صورة لوجه امرأة. ولم يُخل المعرض من منحوتات ليزيد من تنوعه. وفي هذا السياق، يعرض جرنين بوعلام منحوتة "الظل" بتقنية التركيب، حيث ألصق عجلة في عمود، ولفّ حولها السياج، بينما قامت نايلي نهلة الفتيحة بصنع عقرب كبير ومخيف أيضا.