أخذت الجرائم بمختلف أشكالها منحنى تصاعديا بالجزائر في السنوات الأخيرة لأسباب كثيرة لا يمكن حصرها في اسطر، وتشير تقارير المصالح الأمنية إلى اتساع مقلق لظاهرة حمل السلاح الأبيض سيما لدى الشباب في الأحياء الشعبية، وباتت تهدد أمن الأشخاص، وتؤكد الإحصائيات الأمنية ارتفاع نسبة الاعتداءات بالسلاح الأبيض في عمليات سلب الأموال أو الهواتف النقالة أو الحلي الذهبية، أو حتى ما يسمى تصفية حسابات أو الانتقام، على غرار ما حدث في مناوشات بين سكان أحياء العديد من المدن. ومن خلال التحقيقات التي تجريها مصالح الأمن مع المتورطين في حمل السلاح الأبيض، تشير إلى أن نسبة كبيرة من حملي الأسلحة البيضاء يتعاطون المخدرات أو مدمنون على الكحول وغالبا ما ترتكب جرائم السرقة والاعتداءات تحت تأثير المخدرات بعيدا عن أعين مصالح الأمن التي تحاول وضع مخططات لمطاردة المجرمين وتامين الشوارع والأماكن العامة. وتعالج المحاكم مئات قضايا حمل السلاح الابيض او الاعتداء به، وأحصت الشرطة خلال السداسي الأول من سنة 2012، 2689 قضية حمل واعتداء بالسلاح الابيض، أسفرت على تقديم 2541 متورط أمام العدالة، أما الباقي فقد تم اتخاذ إجراءات أخرى ضدهم كالوضع في مراكز خاصة بالنسبة للقصر أيضا وتؤكد أن الفئة المستهدفة أكثر هن النساء وكأمثلة على ذلك نستعرض بعض القضايا وبعض الشهادات على ذلك. نساء يتعرضن للاعتداءات بالأماكن العمومية وأمام الملأ تتعرض عشرات النساء يوميا لاعتداءات بالسلاح الأبيض وسلب ممتلكاتهن بالقوة والتهديد، وفي هذا الصدد صرحت وفاء وهي طالبة جامعية للحياة العربية، أنها تعرضت للاعتداء بمحطة نقل الطلبة بتافورة السنة الجارية في الخامسة والنصف مساءا عندما أشهر في وجهها شاب في العشرينيات من العمر سكينا من نوع "كلونداري" وطلب منها إعطائه هاتفها النقال ومن شدة الخوف والهلع قامت بإعطائه حقيبتها وكل ممتلكاتها. في حين تعرضت الحاجة الزهرة لسرقة سلسلتها الذهبية من تحت خمارها وذلك عندما كانت مارة بأحد أحياء باب الوادي، أين أحست أن هناك سيارة كانت تسير يبطئ خلفها وكأنها تتبع خطواتها فقامت بتغيير وجهتها غير أن شابا في مقتبل العمر أشهر السكين في وجهها واستولى على سلسلتها الذهبية وطلب منها منحه كل ما لديها وإلا يطعنها بالسكين . وفي حادثة أخرى للضحية "ب.سمية" قالت هي الأخرى للحياة العربية، لا يمكنني أن أنسى ثالث يوم من أيام رمضان السنة الماضية عندما اتخذت من بعض الممرات الخالية من حركة المارة سبيلا إلى البيت ودون سابق إنذار التفتت لتجد مراهقا خلفها سبق لها وأن رأته قبل أن تدخل الشارع الخالي واعترض طريقها مهددا إياها "امنحني الهاتف النقال وإلا سأوشم وجهك بالسكين". آخرون يستعملون السلاح الأبيض "للدفاع" عن الشرف يلجأ البعض الى استعمال السلاح الأبيض تحت مسمى الدفاع عن النفس، على غرار ما حدث مع المتهم عبد الهادي" الذي برر حمله للسكين "دفاعا" عن شرفه بعد ان طعن شابا قال انه كان هذا الأخير على علاقة عاطفية مع ابنته وحاول اقتحام منزله. عصابة تجرد مستعملي الطريق السريع بالعاصمة من ممتلكاتهم بالسلاح الأبيض تعرض شخص في الأربعينيات من العمر إلى اعتداء بالسلاح الأبيض على مستوى الطريق السريع غرب العاصمة، بعدما توقف بالسيارة ليلا لقضاء حاجته أين تمت مباغتته والاعتداء عليه من طرف ثلاثة أشخاص كانوا يتربصون مستعملي الطريق. تشديد العقوبة على حامل السلاح الأبيض وإذا كانت عقوبة القتل العمدي أو محاولة القتل العمدي بسلاح أبيض، تصل إلى سنوات طويلة من السجن، وربما لعقوبة الإعدام أحيانا، فإن مجرد حمل مثل هذه الأسلحة يهدد صاحبها بالسجن أيضا، سيما مع الإجراءات التي اتخذت في هذا الإطار سابقا، من خلال تجريم حمل نحو 100 نوع من الأسلحة صنفت ضمن قائمة الأسلحة البيضاء، ومع ذلك فإن مثل هذه الظاهرة لا تزال منتشرة بكثرة وسط الشباب والمراهقين، ما يتطلب مزيدا من التوعية، خاصة بعد تزايد عدد الموقوفين لأجل هذه التهمة، وتزايد حالات الاعتداء بالأسلحة البيضاء في الشوارع والأماكن العامة