يعد| اختيار الضحايا من بين الخطوات المهمة لكلّ لص "مُحترف" فتجد من بين المستهدفين، الأشخاص الضعاف، والنساء، والساهين، والمنكوبين بازدحام في حركة البشر الشارع، او الحافلة، او السوق، وكذلك عابري السبيل، والغرباء عن الحي، والمدينة، والحياة المشوهة. م. مهدي كذلك يفعل لصوص يقومون بانتظار المارة الذين يتيهون في مدينة، او حي لا يعرفونه، يقودونهم إلى أماكن مشبوهة لينفذوا عليهم اعتداءاتهم، قد تكون اعتداءات تمسّ ممتلكات مادية، او حتى اعتداءات جنسية، واغتصاب، وهو ما وقع للعديدين، خاصة من الذين يأتون إلى العاصمة بحثا عن عمل أو للإقامة، فيبقون يبحثون عن هذا العنوان او ذاك، وقد يقعون فعلا، في أشخاص يدلونهم عليه ويأخذون بيدهم، وقد لا يفعلون، بل يسطون عليهم، وهو ما وقع لسمير الذي مر من حي بوفريزي وكان متجها إلى تريولي، فسأل بعض الأشخاص عن الطريق، ولم يفعلوا إلاّ أن دلوه على حتفه، حيث تتبعوه وقاموا بالاعتداء عليه، إذ سلبوه أمواله وهاتفه النقال، وكادوا يعتدون عليه بالسكين، لولا انه فضل ألا يقاومهم، لأنه علم أنهم قادرون على فعل أي شيء، حيث يختار في العادة هؤلاء اللصوص مناطق بعيدة عن الأحياء التي يسكنونها، وذلك حتى لا يفتضح أمرُهم في حال ما إذا تم البحث عنهم، لكن كثيرا ما يقعون في الخطأ، ويتركون وراءهم أثارا قد تكون السبب في العثور عليهم، وقد تكون هذه الاعتداءات من اجل أغراض غير المال، ولكن أيضا اعتداءات جنسية، تنفذ في حق المراهقين، والذين لا يقدرون على الدفاع على أنفسهم إذا ما وقعوا فريسة لاثنين او ثلاثة من الأشخاص الذين يتربصون بهذا فرص لينقضّوا على المُواطنين، مثل ما حدث مع "س" والذي يسكن بدالي ابراهيم، اتجه إلى عين البنيان ليبحث عن عمل في إحدى الشركات، يعلم إن كان المتربصون به على عِلم بوجهته، فقد احتار عندما سألهم هكذا بالصدفة، ولم يفعلوا سوى أن دلّوه على طريق خالية ليختلوا به، وذهب المسكين، وراح يبحث، ولكنه فوجئ بهم وقد كانوا في انتظاره، عندما قاموا بالاعتداء عليه، ولكنه تمكن من الفرار، او أنهم هم من فروا بعدما توقفت سيارة مارة، وهو الأمر الذي جعل "س" يستاء، وكاد أن يصاب بنوبة عصبية، خاصة وانه لم يفكر يوما في أن حادثة مشابهة يمكن أن تقع له، وأن يقوم البعض بالاعتداء عليه بطريقة سافلة مماثلة. هؤلاء اللصوص الذين قد اخذوا من هذه الطريقة عملا لهم، إذ يبقون على مشارف المدن والأحياء، يتربصون بالمارة، ليدلوهم على أماكن بعيدة أو خالية، ثم ينقضوا عليه باستعمال الأسلحة البيضاء لترهيبهم.