يسرد الكاتب في هذا النص قصة تراثية جميلة حدثت في قرية صغيرة كل سكانها يعرف بعضهم بعضا وهي أن "جد " البطل الراوي، خطب امرأة لابنه أبي البطل من نساء القرية، تحمل اسم زهرة. أو فاطمة الزهراء.. وفي ليلة العرس يتفاجأ العريس، أن المرأة التي أمامه، إنما هي الأخت الكبرى لزهرة رحمة أم البطل وليس له أن يرفض ولكنه بقي متعلقا بزهرة التي خطبها حتى أنه سجل كل الأبناء الذين رزق بهم من رحمة، باسم محبوبته زهرة هذه التي اتهمت بعلاقة غير شرعية مع المعلم الفرنسي، فتقرر هجرة القرية، تحت إيحاء من أمها مارية والتحقت بصفوف الثوار، وهي الآن في مدينة وهران، تعيش مع زوجها الأستاذ الجامعي ويلتحق بها ابن أختها زهير البطل الراوي الذي غادر القرية ليواصل تعليمه الجامعي في المدينةوهران ولما غابت الخالة عن القرية، أقيم لها قبر عامر، على منوال قبر ابن خلدون قبر عامر يقف أمامه الناس، ليسترجعوا ذكراها، وما حدث في القرية بسببها وبذلك تحولت إلى محرك للنفوس، وبخاصة لأختها، رحمة، وأبيه عبد الله بن مارية. الذي حفظ ذكراها في تميمة علقها في صدره. ولكن بالنسبة للبطل ها هي قلعة أمامه، تكتنفها الأسرار والألغاز. يراها أمامه، لما التحق بوهران في بيتها. وكل حركة منها وكل كلمة، تبعث في نفسه سؤالا وسؤالا وهو ما يدفعه لاسترجاع ما كثير من الأمور التي سمعها عنها بين أهله عنها أو بسببها. وها هي أخيرا تحكي للبطل الراوي زهير كيف خرج أبوه من القرية، وكيف عزمت هي أن تخرج مع "شوراكي"، لتنضم إلى صفوف المسبلين؛ بعد أن شفيت من اختطافها ليصل بها الروائي إلى زمن الإرهاب؛ حيث دغن عبد الله بن مارية. أبو البطل في مطمورة. ولم يصرح الكاتب باسم البطل الراوي إلا في موقف اندهاشه أمام صورة المرأة المعلقة على الجدار. كانت المرأة تنهش في جسد تفاحة ظاهريا بأسنانها، ولكنه كان يرى شيئا آخر؛ حينها فاجأته خالته: هل أعجبتك الصورة يا.. ما اسمك؟ زهير. أجاب. فتذكرت اسم الجد.. جد البطل. الذي كان ينفرد بإطلاق الأسماء على كل المواليد الذكور.