قدمت حركة المسرح لمدينة القليعة "أم تي كا" ظهر أول أمس العرض الشرفي لعملها المسرحي الجديد "بوعلام تي ان تي " بقاعة ابن زيدون أمام جمهور كبير وبحضور عدد من الوجوه المسرحية المعروفة. وقد استمتع الحضور بهذا العرض الجديد الذي جمع بين المونولوج وألوان مان شووالذي كتبه وأخرجه الفنان يوسف تعوينت رئيس حركة مسرح لمدينة القليعة خاصة وانه يطرح بأسلوب سخري الواقع اليومي للإنسان الجزائري من خلال مجموعة من الطابوهات. وقد نجح الممثل جمال الدين لابري الذي جسد بعفوية وحرفية مختلف مواقف وشخوص المسرحية من استقطاب اهتمام المشاهد على مدى ساعة من الزمن كان فيها منصهرا في كل مشهد يختزل يوميات الجزائري في معاناته مع واقعه وما يعايشه باستمرار من مشاكل وأزمات تتعلق بأموره العادية مثل النقل ووضعية المستشفيات وانقطاع الكهرباء والبيئة وغيرها. كما يطرح المونولوج أيضا الجوانب السلبية للمجتمع والتي أفرزتها هذه المعضلات التي استفحلت والمتمثلة في بعض السلوكيات والممارسات التي استفحلت بالمجتمع مثل التطفل واللامبالاة والتنصل من المسؤولية. تفاعل الجمهور مع هذا العمل الذي قدم لهم بأسلوب جديد اعتمد التعبير عن الأشياء بطريقة معاكسة للواقع كما أكده تعوينت مؤكدا أن الغاية منه هوإيصال الفكرة باعتماد السخرية والتناقض في بعض الحالات إلى المشاهد الذي هوأمام تعرية لحيثيات يتحمل هوأعباءها. وكان هذا العرض بمثابة استراحة للمشاهد لينظر إلى تلك المشاكل اليومية خارج الانفعالات والتوترات التي يعيشها قي الواقع وان يسخر منها في رد فعل "تراجي - كوميدي" للتنفيس عن الذات. يذكر أن لحركة المسرح لمدينة القليعة التي أنشئت سنة 1990 نشاطا فعالا على مستوى المسرح في الجزائر حيث أنتجت عدة مسرحيات ناجحة حيث حصل على عدة جوائز منها الفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان بجاية من خلال عملها المسرحي الجرعة الزائدة "أوفر دوز" كما عادت جائزة أحسن ممثل لابن الحركة " قاسيمي كمال". كما اعتادت أيضا هذه الفرقة على تنظيم تظاهرة مسرحية منذ1995 "الأيام المسرحية لمسرح الفرجة " وهي الآن بصدد التحضير لعمل جديد بعنوان "شكسبير وجماعتو" يشارك فيه مجموعة من الفنانين القدماء للفرق مثل محمد ينينا ونبيل عسلي ومصطفى لعريبي ومينة لشقر وغيرهم كما صرح به رئيسها.