ينافس الفيلم الوثائقي الطويل "لوبيا حمرا" للجزائرية ناريمان ماري في المنافسة الرسمية لمهرجان "بيردز آي فيو" السينمائي بلندن الذي تجري فعاليات دورته العاشرة من 8 إلى 13 أفريل المقبل. وسيتنافس "لوبيا حمرا"(2013) في هذه التظاهرة السينمائية -التي تحتفي وتدعم المرأة السينمائية عبر العالم- ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية حيث سيشهد أول عرض له بالمملكة المتحدة. في هذا الفيلم الوثائقي الروائي -الذي ينقل وقائع حقيقية ويقحم معها مشاهد لم تحدث حقيقة- تعود ناريمان ماري في 77 دقيقة لحرب التحرير الجزائرية من خلال "قصة أطفال يلهون ويمرحون في براءة على شاطئ البحر، وفي الشوارع والبيوت. من خلال عيونهم وذاكرتهم وأحلامهم تتعرض المخرجة لحقبة مهمة تتوازى مع نهايات الاحتلال الفرنسي للجزائر، تتعرض لقضية صراعات ومعارك استنزفت قدرات الجزائر لعقود. وتقوم هذه المجموعة من الأطفال المهمشين بسرقة الجيش الفرنسي، يسرقون الزيت والشوكولاتة والسكر والسميد، وكذلك لا يتورعون عن سرقة أسير حرب، بينما يقوم جنود الجيش الفرنسي بإطلاق النار على عناصر "منظمة الجيش السري". وأثار الفيلم أكثر من إشكالية، الأولى تتعلق بالطرح الفني للفيلم والحدود الفاصلة بين الوثائقي والروائي، حتى أن الأمر قد يختلط على المتلقي فيتساءل هل ينتمي "لوبيا حمرا" للوثائقي أم للروائي؟ هل الاستناد على واقعة حقيقية يجعل الفيلم وثائقي؟ وهل الاستعانة بشخصيات حقيقية يكفي لوصف الفيلم بأنه وثائقي؟ وماذا لو جعلنا الشخصيات الحقيقية القليلة جداً تمثل ولا تتصرف على طبيعتها في داخل الشريط السينمائي؟ وهل التقنيات التجريبية لسرد روايات واقعية تنزع عن الشريط هويته الوثائقية؟ على الرغم من انتمائه دائما إلى الفن السابع. الإشكالية الثانية تتعلق بمضمون الفيلم الذي يشي بأن سنوات الاحتلال الفرنسي للجزائر لاتزال تترك آثاراً دامغة وربما مغرية في آن واحد للمبدع الجزائري. وحاز "لوبيا حمرا" -وهو من إنتاج جزائري فرنسي- جائزة أحسن وثائقي من مهرجان كوبنهاجن الدولي لفيلم الوثائقي (الدانمارك 2013) وثلاث جوائز في الدورة ال24 للمهرجان الدولي للسينما بمرسيليا (فيد 2013) الجائزة الكبرى للمسابقة الفرنسية وجائزة "مارساي إسبيرونس" التي تمنحها مدينة مرسيليا وجائزة "رونو فيكتور" التي يمنحها المحبوسون ضمن برنامج خاص عرف عرض أفلام في المؤسسات العقابية. وكانت دورة 2013 من مهرجان "بيردز آي فيو" قد احتفت بالمرأة المخرجة من البلدان العربية وعرفت مشاركة العملين الجزائريين الفيلم الطويل "يما" لجميلة صحراوي والوثائقي "الغوسطو" لصافيناز بوصبيعة. يعتبر مهرجان "بيردز آي فيو" أهم تظاهرة تدعم العنصر النسوي في المملكة المتحدة حيث تأسس في 2002 من طرف المؤسسة الثقافية التي تحمل نفس الاسم والتي تهدف ل"دعم النشاط النسوي في مجال السينما". ويهدف المهرجان -الذي يمنح جوائز لأحسن فيلم روائي طويل وقصير وأحسن وثائقي- ل"تحسيس الرأي العام بقلة الحضور النسوي في السينما العالمية والعمل على تغيير هذا الواقع حيث أن المخرجات تشكلن أقل من 10 بالمئة في حين أن نسبة كاتبات السيناريو لا تتجاوز 15 بالمئة".