التدخل الروسي القوي والصارم في شرق أوكرانيا بقدر ما وضع الغرب أمر الواقع، بالقدر نفسه الذي أعاد روسيا للمعادلة الدولية. فروسيا التي وقفت ضد الغرب اجمع في القضية السورية، ورفضت الإطاحة بالأسد، بل عملت على تقويته رغم التنديد والتهديد والوعيد الغربي، بعثت رسالة قوية للغرب في من خلال اكرانيا وهي أن روسيا بوتين على استعداد تام لحرق العالم إذا ما أصبحت مصالح الدب الأبيض في خطر. وبغض النظر عن خلفيات الأزمة الأوكرانية، إلا أن البعد الاستراتيجي واضح فيها، فضلا على اعتبار أوكرانيا قاعدة خلفية للنووي الروسي، ومحور استراتيجي للغرب لمراقبة روسيا والحد من امتدادها. لكن لعبة المصالح والحروب هذه وان كانت عادية في ملعب الأمم الكبيرة، إلا أن المستجد فيها هو العودة القوية لروسيا، عودة وضعت الغرب وعلى رأسه أمريكا أمام حسابات قد تؤول إلى العدم في حال الإصرار على خياراتهم في إعادة صياغة المشهد الدولي وفق رؤية أحادية القطبية.... فأهلا بالدب الأبيض. وأيضا بالثعلب الأشقر.