تعرف الجزائر حركية كبيرة للمتسولين بما فيهم الأفارقة الذين دخلوا على الخط وحجزوا لأنفسهم أمكنة مناسبة لهم حيث يمارسون نشاطهم في مختلف الأماكن بالعاصمة فهم يوجدون في كل مكان في أرقى الشوارع والأحياء وفي محطات النقل والميترو والترامواي وأبواب المساجد والأسواق الشعبية التي تعرف حركية وإقبالا من طرف المواطنين. مروى رمضاني بعد المتسولين الجزائريين الذين اتخذوا من التسول مهنة لهم وأدخلوا عليها العديد من التقنيات التي ترتقي إلى درجة الاحترافية بعدما كانت بسيطة جدا وفد السوريون على الجزائر ليضمنوا هم بدور مدخولا ماليا من التسول الأفارقة بدورهم لم يتوانوا لحظة واحدة في امتهان هذه الحرفة التي وجدوها مزدهرة ببلاد كانوا يظنون أنهم سيجدون فيها ما هو أفضل وهي المهنة التي أضحت تضمن لهم قوت يومهم مقابل إهدار كرامتهم فهم يلجؤون لطرق عديدة من أجل الظفر بالنقود تصل إلى حد التوسل. في تصريحات رسمية عن السلطات الجزائرية فإن عدد اللاجئين الأفارقة في الجزائر يقدر ب25 ألف لاجئ قدموا من عدة دول افريقية لاسيما دول منطقة الساحل مثل مالي والنيجر. وقد نزح هؤلاء الأفارقة الى ولايات تمنراست وورقلة وبشار بسبب الظروف غير المستقرة التي تشهدها بلدانهم من نزاعات وحروب ورأوا في الجزائر الاستقرار والظروف المعيشية الجيدة خاصة وأنها لا طالما كانت بلد ممر وعبور للمهاجرين الأفارقة. لكن تزايد الظاهرة أصبح يطرح أكثر من مشكل خاصة على الصعيدين الأمني والصحي. متسولون أفارقة لتأثيث الأرصفة الجزائرية أصبح منظر العوائل الإفريقية التي تتخذ من الأرصفة بأرقى شوارع العاصمة من يوميات الجزائريين وجزء لا يتجزأ من الصور التي يرونها بشكل يومي. فصورة الأطفال مع والدهم حاملا مصحفا بيده رفقة الأم التي تستعطف المارة للظفر ببعض الدنانير لا يمكن لمار أن يتجاهلها نظرا لكثرة هؤلاء على جنبات الشوارع ومحطات الحافلات والقطارات وأبواب المساجد وغيرها من الأماكن التي قد لا تخطر على البال. معظم الجزائريين الذين تحدثت إليهم "الحياة العربية" لم يستسيغوا هذه المناظر ومن خلال دردشة جمعتنا ببعض المواطنين اكتشفنا أن أهم الأسباب الذي دفع الجزائريين إلى استنكار حال هؤلاء هو التوجس من الأمراض التي قد يحملها هؤلاء الأفارقة خاصة وأن الكثير من الدول الإفريقية تعرف استفحالا كبيرا للعديد من الأوبئة والفيروسات التي قد يحملونها للجزائريين في غفلة من المصالح الصحية. في حين أوعز آخرون السبب إلى تشويه المنظر الجمالي لأكبر شوارع العاصمة واصفين الوضع بغير اللائق مبدين تعجبهم من بقاء الوضع على هذه الحالة رغم مرور وقت كبير على وضعهم. في الوقت الذي تعاطف كثيرون مع حالهم داعين لضرورة التكفل السريع بهم. اللعب على وتر الدين لاستدرار العطف يعمل هؤلاء المتسولون على بشكل كبير وبطرق شتى من أجل الظفر بما تجود به جيوب المارة وما "السبحة" والمصحف وسجادة الصلاة التي يفترشونها إلا دليل على محاولة جادة منهم لكسب تعاطف الجزائريين فأغلب الجزائريين لم يكونوا على علم بإسلام هؤلاء وبالتالي لم يكن التعاطف معهم كبيرا لأنهم يبقون من دين غير دين أهل الوطن الذي لجؤوا إليه وهي النقطة التي أدركها هؤلاء وعزفوا على وترها جيدا واستطاعوا التأثير في الجزائريين، فمعظم من كان يأبى التصدق لهؤلاء أصبح الآن بسبب إسلامهم يهب لهم العطايا ويتصدق عليهم بحجة أنهم إخواننا في الدين وهم مسلمون تجب فيهم الصدقة والزكاة خاصة وأنهم تعلموا بعض المفردات العربية على غرار "صدقة" التي تنطقون قافها كافا والصلاة على النبي "صلى الله عليه وسلم" وغيرها من الكلمات التي يخاطبون بها أفراد الشعب الجزائري.