اسعار النفط تتراجع في الاسواق العالمية، فرحة الحكومات الصناعية الكبرى، وهلع وخوف في الحكومات الريعية التي اعتادت الانفاق من براميل النفط بدل استخدام هذه البراميل في انتاج صناعي وزراعي وثقافي وسياحي وخدماتي وعلمي. في الجزائر، منذ اسبوع اطلقت صفارات الانذار، الاقتصاد الوطني في خطر جراء تراجع اسعار النفط التي يعتمد عليها بصفة شبه كلية هذا الاقتصاد، اكثر من 98 بالمائة من مداخيل البلاد من النفط، أكثر من 60 مليار دولار سنويا قيمة التحويلات الاجتماعية من مداخيل البترول… الوضع خطير، واستمرار الانهيار في اسعار النفط سيؤدي حتما الى تراجع الانفاق العمومي، وسيؤدي الى الغاء او تجميد العديد من المشاريع، وستجد عدة ادارات وشركات نفسها في وضع غير قادرة على دفع رواتب عمالها…اذن نحن امام مؤشرات ازمة اجتماعية واقتصادية، قد تدفع بنا إلا وضع لا يتمناه المرء، لكن لماذا كل هذا الهلع والخوف؟. اولا لابد من التأكيد، على ان هذا الخوف له ما يبرره، فهو اعتراف صريح اننا لا نملك قاعدة اقتصادية صلبة، اننا لم نؤسس لإنتاج وطني خارج المحروقات، اننا وظفنا اموال النفط في سياسات اجتماعية شعبوية هدفها شراء السلم الاجتماعي بدل التأسيس لمشاريع في قطاعات اخرى تمكن من خلق الثروة، خلق الانتاج، خلق العمل، تثمينه، فانظروا مثلا الى قطاع السياحة، هناك دولا تعيش من مداخيله، اما في بلادنا فنشجع الجزائريين لصرف اموالهم في دول الجوار وفي تركيا وغيرها من الدول… في قطاع المال والأعمال، نظام مصرفي هو الاكثر تاخرا في المنطقة، في وقت يضمن هذا القطاع مداخيل كبيرة لدول.. في الفلاحة، عجزنا عن ضمان غذاءنا، وأضحت البواخر مصدره.. في الصناعة، … يعني نحن نستورد كل شئ ولا ننتج اي شئ نعم اي شئ… لهذا نحن خائفون.