أكدت الجزائر ومصر "اتفاقهما التام وتطابق وجهات نظرهما" حول أهمية الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا وضرورة تنسيق جهودهما لتحقيق ذلك. شدد الوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره المصري ابراهيم محلب، في ندوة صحفية عقب انتهاء أشغال اللجنة العليا المشتركة الجزائرية-المصرية التي احتضنتها القاهرة، أول أمس، على "ضرورة العمل سويا" من أجل إرساء الأمن في ليبيا والسعي إلى الحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد الذي يعيش أزمة أمنية. أوضح سلال أنه تطرق رفقة المسؤولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء المصري إلى مختلف المسائل المتصلة باسترجاع الأمن بالمنطقة وعلى وجه أخص دول الساحل وليبيا، وأضاف بأن الجزائر ومصر "تشتركان في نفس الرؤية" حول أولوية إرساء الاستقرار في هذه البلدان التي تعاني من أزمات متعددة الأبعاد وعلى رأسها الإرهاب. وجدد الوزير الأول التذكير بوجهة نظر الجزائر بهذا الخصوص والتي ترتكز على فكرة أنه "لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة والدفع بعجلة الاقتصاد بدون إرساء الأمن والاستقرار" وهو الهدف الذي يستوجب تحقيقه "العمل على استئصال آفة الإرهاب التي تهدد كيانات الدول وتتسبب في انحطاطها". ومن هذا المنطلق، تعمل الجزائر على "الاستفادة من التجربة التي اكتسبتها في محاربة الإرهاب في تعاونها مع الدول المعنية" وذلك على شتى المستويات-يضيف الوزير الأول-. كما ذكر في سياق ذي صلة بأنه سلم للرئيس السيسي رسالة شخصية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشددا على أن رغبة الجزائر هي "بناء محور استراتيجي بين البلدين يستند إلى رؤية واضحة المعالم". وفي نفس الإتجاه ذهب محلب الذي أكد بدوره تقارب وجهات نظر الجزائر ومصر بخصوص معالجة الوضع السائد في دول الجوار ورفع التحديات التي يفرضها الواقع الراهن خاصة في ليبيا، وقال في هذا الصدد بأن "الجميع متفق ومتمسك بالوحدة الترابية لليبيا وتثبيت إرادة شعبها" وهو ما سيتم تجسيده من خلال "العمل المشترك في سبيل تكريس الاستقرار في هذا البلد". وعلى صعيد آخر، كشف المسؤولان عن بعض الخطوط العريضة لما تضمنته الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والتي بلغ عددها 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم، من بينها تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة بين البلدين والرفع من عدد الرحلات الجوية بينهما فضلا عن إشراك شركة "المقاولون العرب" بصفة أكثر فاعلية في المشاريع المسطرة من طرف الجزائر وهذا تحسبا للانتقال إلى خلق شركات مقاولة مختلطة بين البلدين في مستقبلا.