تحيي مغنية موسيقى " الفولك" سعاد ماسي حفلا غنائيا الأربعاء المقبل بباريس بمناسبة صدور ألبومها الجديد "المتكلمون" الذي تكرم فيه عددا من الشعراء العرب الكبار مثل زهير بن أبي سلمى وأبي الطيب المتنبي وإيليا أبي ماضي وأبي القاسم الشابي وآخرين وضعوا بصماتهم على الثقافة العربية. وقررت سعاد ماسي القيام بهذا العمل الفني بعد أن شاهدت على شاشة التلفزيون برنامجا حول التراث الثقافي العربي الغني الذي عرفته الأندلس في القرن 12. وأكدت أنها كانت ترغب منذ زمن طويل أن تكرم جمال الثقافة العربية، خاصة بعدما شاركت في مشروع موسيقي وفني مع فنانين إسبان بمدينة قرطبة. وقالت تذكرت الكثير من القصائد التي عرفتها حينما كنت طالبة في المدرسة، مثل أشعار المتنبي وزهير بن أبي سلمى ومجنون ليلى، وقررت تكريم هذه الفترة من تاريخ العرب عبر إنجاز ألبوم موسيقي". ولم يكن هذا المشروع وهو الألبوم الخامس للفنانة التي طالما غنت بكل من الفرنسية واللهجة الجزائرية سهل الانجاز، بل واجهت صعوبات كبيرة، لا سيما في طريقة نطق اللغة العربية الفصحى بشكل صحيح وضبط الأبيات والجمل، وهو ما دعاها للاستعانة بمدققين لغويين وباحثين في التراث العربي القديم لتجنب الأخطاء. وأضافت أن هذا العمل الفني الذي سيطرح في الأسواق نهاية الأسبوع المقبل نال إعجاب العديد من المستمعين، خاصة في إسبانيا وألمانيا، وكانت ماسي أطلقت فيديو لأغنية "فيا ليلى" إحدى أغنيات "المتكلمون" مؤخرا، وهي القصيدة الشهيرة لمجنون ليلى والتي يقول فيها "وَقَد يَجمَعُ الله الشّتيتَيْن بَعْدَما يَظُنّانِ كلّ الظنّ أَلا تَلاقِيا". يذكر أن رصيد سعاد ماسي قبل "المتكلمون" كان أربعة ألبومات، صدر أولاها في 2001 بعنوان "راوي"، والثاني في 2003 بعنوان "داب"، والثالث "مسك الليل" الذي أطلقته في 2005، وفي 2010 أصدرت ألبومها الرابع "حرية". هذا وتطرقت سعاد ماسي إلى قضايا أخرى، مثل الجزائر بلدها الأصلي حيث أكدت بأنها لم تحي أي حفل هناك منذ عام 1999 وتحلم كثيرا بالغناء هناك. " لقد غنيت في جميع الدول العربية، في البحرين والكويت ولبنان والإمارات ومصر وفي بلاد أوروبية مثل إسبانيا وألمانيا وجزر الكناري، إلا في الجزائر. يبدو أن أغانيّ لم تناسب ذوق وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي. وأتمنى أن يكون الأمر مغايرا مع الوزيرة الجديدة نادية لعبيدي.