دخلت مؤخرا أول وحدة لتحويل التين الشوكي على المستوى الوطني حيز الخدمة ببلدية سيدي فرج (سوق أهراس). وقد أشرف على تشغيل هذه الوحدة المتربعة على 5 آلاف متر مربع، وتصل طاقة معالجتها إلى 20 قنطار من التين الشوكي في الساعة الواحدة – الوالي عبد الغني فيلالي ضمن زيارته العملية والتفقدية التي قادته إلى بلديات دائرة المراهنة، وذلك بحضور مسؤولي مديرية المصالح الفلاحية ورئيس غرفة الفلاحة وممثلي محافظة الغابات. وصممت وحدة التحويل هذه التي تعتبر استثمار خاصا للتعاونية الفلاحية (الهندي الحديث الجزائري) لمعالجة التين الشوكي سواء بتعليبه أو إنتاج زيوته والمواد الصيدلانية وأعلاف للحيوانات ومصبرات وعصير ومربى، حسب الشروح المقدمة بعين المكان من طرف رئيس ذات التعاونية محمد محمدي. وبالإضافة إلى ذلك ستسمح هذه الوحدة التي تندرج في إطار سياسة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لترقية منتجات الموطن – حسب ذات المصدر- بالرفع من مستوى معيشة الفلاحين واستغلالها كزراعة بديلة في المناطق الجافة وشبه الجافة، مشيرا إلى أن ولاية سوق أهراس تعد من بين الولايات الرائدة في إنتاج التين الشوكي، حيث توسعت المساحة من هذه الزراعة إلى 10 آلاف هكتار من بينها 4200 هكتار ببلدية سيدي فرج الحدودية. وأشار محمدي بأن الهكتار الواحد من التين الشوكي ينتج ما بين 120 قنطار إلى 200 قنطار عند اعتماد عملية السقي، مضيفا بأنه من شأن هذه الوحدة توفير 30 منصب عمل قار وحوالي 200 منصب موسمي، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للمرأة الريفية داخل مزارع التين الشوكي. ومن شأن هذه الوحدة كذلك أن تخلق نشاط اقتصادي جديد بالبلديات الحدودية بهذه الولاية قادر على استحداث مناصب شغل قصد مكافحة ظاهرة التهريب وجعل من التين الشوكي وسيلة فعالة للتنمية المستدامة، لاسيما مع وجود سوق أسبوعي للتين الشوكي ببلدية الونزة بتبسة المجاورة. واعتبر الوالي الذي عاين هذه الوحدة بأن هذا الإنجاز يعد نموذجا يجب أن يقتدى به لضمان ترقية مختلف المنتجات الفلاحية، لاسيما ببلديات الشريط الحدودي. ولضمان إقلاع هذه الزراعة بطريقة حديثة وجعلها شعبة قائمة بذاتها تم بسوق أهراس نهاية مارس 2015 تأسيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي، وذلك قصد الارتقاء بهذه النبتة في المناطق الجافة وشبه الجافة، وهو ما من شأنه أن "يعطي أهمية لهذه النبتة كمادة أولية في تغذية الإنسان والحيوانات لما تتوفر عليه من مكونات بروتينية وسكرية ودهون وخاصة فيتامين "س" . واستنادا لرئيس غرفة الفلاحة محمد يزيد حمبلي فإن اختيار سوق أهراس لتكون مقرا لهذه الجمعية الوطنية يعود أساسا إلى أنها عاصمة للتين الشوكي، وتستحوذ بها هذه الزراعة على 10 آلاف هكتار بجنوب الولاية، لاسيما بمناطق كل من سيدي فرج وأولاد عباس وويلان، فضلا عن وجود تعاونية مختصة في تنمية هذه الفاكهة. وتم بالمناسبة الدعوة إلى ضرورة إقحام المرأة الريفية في تعاونيات لضمان تأطير تقني لنقل تكنولوجيات الصناعات الغذائية وصناعة مواد التجميل وصيدلانية وتربية النحل، لاسيما وأن شجرة التين الشوكي تزهر لمدة شهرين، وهو ما يساعد في إنتاج العسل ذو الجودة العالية.