تمثل وعدة الديوان وهو العيد المحلي العريق الذي انطلقت فعالياته أول أمس ببشار موعدا ثقافيا يبرز التراث الموسيقي وعادات وتقاليد التضامن بهذه المنطقة من الجنوب الغربي للبلاد. وتعد هذه التظاهرة الشعبية المتوارثة التي تتواصل إلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري وسيلة للمحافظة على العادات الفنية والثقافية للمنطقة كما تمثل جانبا مهما من التراث الموسيقي الوطني حسب ما أوضح المنظمون. كما تساهم هذه الوعدة التي تشارك فيها فرق الديوان بالولاية ومن مناطق أخرى لغرب البلاد في ترقية ثقافة الديوان وتثمين هذه التعابير والإيحاءات الموسيقية وترسيخ لدى سكان بشار عادتهم الثقافية والاجتماعية حسب ما أشير إليه. وتنظم في إطار برنامج هذا الحدث الاجتماعي الذي يحظى بدعم من قطاع الثقافة سهرات فنية تتغنى بطابع الديوان الأصيل للسماح للجمهور بالتمتع بأنغام الديوان والغوص أكثر في هذا الفن الأصيل الذي يعتز ويفتخر به كثيرا سكان منطقة بشار والوطن ككل. وستسمح هذه الوعدة التي تصادف هذا العام بداية الموسم السياحي بالجنوب للسياح المتواجدين حاليا بالمنطقة بالتعرف على هذا النوع من الموسيقى وتذوقه من خلال العروض المنتظر تقديمها من طرف الفرق المشاركة عبر عدة مواقع وساحات عمومية ببلدية بشار. كما ستشكل من جهة أخرى هذه التظاهرة التي يندرج تنظيمها ضمن أنشطة الحركة الجمعوية الثقافية المحلية فضاءا مفتوحا أمام الباحثين ومهتمين آخرين من أجل إثراء معارفهم حول مختلف العادات المتأصلة للديوان والمواهب الجديدة التي تبرز مهارتها أمام موسيقيي الديوان للمناطق المشاركة والجمهور من خلال العروض التي ستنظم خلال ثلاثة أيام على مستوى هياكل قطاع الثقافة لبشار. للإشارة فإن منطقة بشار تمثل عاصمة وطنية لهذا النوع من الموسيقى التقليدية وتعد مهدا للمهرجان الثقافي الوطني المخصص لهذه الموسيقى الذي سينظم في مايو المقبل في طبعته الثانية.