* حاول تقديم الكثير من المغالطات حول الجزائر والصحراء الغربية تهجم الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، على الجزائر والتجني عليها، وهذه المرة عبر ورقة الصحراء الغربية والحدود المغلقة مع المغرب، لكنه استردك أن"الجزائريين أصدقائه ولا يود أن يقول شيئا من شأنه إحداث الجدل"، وقدم الكثير من المغالطات التاريخية لاسترضاء محمد السادس. وقال ساركوزي، في معرض جوابه على سؤال في محاضرة ألقاها بأبوظبي التي زارها نهاية الأسبوع، بخصوص جهود فرنسا من أجل إيجاد تسوية لقضية الصحراء، "لقد زرت العيون للمرة الأولى في سنة1991، أي ليس بالأمس، وسيكون من الصعب إقناعي بضرورة إقامة جمهورية صحراوية في منطقة من العالم ملغومة بالإرهاب، وأستحضر هنا النيجر ومنطقة الساحل ومالي" وبدا ساركوزي مندفعا نحو الفكر الاستعماري، المنافي لمبادئ القانون الدولي ولوائح الأممالمتحدة، التي تتيح للشعوب اختيار نمط حكمها، وهو ما تعكسه كلمة "إنه يرفض إقامة دولة في الصحراء…فرنسا دعمت دائما مغربية الصحراء"، وذكر كذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، على أن قضية الصحراء "تعد السبب الرئيسي وراء إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر"، رغم أن السبب الحقيقي لغلق الحدود هو اتهام الجزائر بتدبير الاعتداء الإرهابي على فندق في مينة مراكش عام 1994، حيث لا علاقة بغلق الحدود مع القضية الصحراوية التي تعود لعام 1975 بعدما احتل المغرب عبر ملكه الحسن الثاني الأراضي الصحراوية. وعن العلاقات المغربية الجزائرية، قال ساركوزي إن إغلاق الحدود أمر يعرقل الأهداف التي جاء لتحقيقها "الاتحاد من أجل المتوسط"، مشيرا إلى حجم الإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب والجزائروتونس، والتي من شأنها خلق فضاء نموذجي، لكن السبب الذي لم يتحدث بشأنه ساركوزي، هو سعيه لإشراك الصهاينة في الاتحاد المتوسطي، الأمر الذي ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا، ويعرف عن ساركوزي أنه موالي كبير للصهاينة. وليست هذه المرة الأولى، التي يتهجم فيها ساركوزي على الجزائر، فخلال زيارته الى تونس شهر جويلية الماضي قال "إن تونس وقعت ضحية لموقعها الجغرافي بين ليبيا والجزائر"، وأبدت أطراف كثيرة امتعاضا من ذلك التشبيه، ورسميا رد وزير الخارجية لعمامرة على تلك التصريحات،وقال عنها" "جاءت في غير محلها وهي غير مرحَب بها". وقبل ذلك وفي زيارته إلى الجزائر 2007 ، أطلق تصريحات عدائية كذلك في حق الجزائر" لا يمكن أن نطلب من الأبناء أن يعتذروا عن أخطاء صدرت عن الآباء… مثلما كان هناك جزائريون سقطوا خلال حرب التحرير وجد أيضا فرنسيون سقطوا خلال نفس الحرب"، وعدَ ذلك في نظر الجزائريين "مساواة بين الجلاد والضحية".