نشرت جريدة الغارديان الانكليزية أخيراً، بحثاً عن الأنظمة التعليمية في العالم ومستوياتها، وتوصّل البحث الى نتائج ما تمكن الاستفادة منها في معرفة مستويات التعليم، حيث حلت بريطانيا في المرتبة ال 17 بعد اميركا وكندا، وأستراليا. وجاءت فنلندا في المرتبة الاولى كأفضل نظام تعليمي يعتمد على التثقيف وجذب الطلبة الى المعرفة في مختلف مراحل التعليم، وفقاً للدراسة التي أعدها جون ميلر رئيس جامعة ستيت سنترال كونكنتيكت President of Central Connecticut State University تحت عنوان: «انواع وسلوكيات التثقيف»، وقد شملت المكتبات والجرائد الى سنوات الدراسة في المدارس، اضافة الى مدى توافر الكمبيوترات في دول العالم. وركزت الدراسة بدلا من قياس مدى القدرة على القراءة على انظمة التعليم في دول العالم في غرس التعليم كثقافة وسلوك اجتماعي والموارد الداعمة بالاعتماد على بيانات 200 دولة وبرامج وخطط ثقافية واحصائيات لمنظمات دولية، كمنظمة اليونيسكو، مقارنة بعدد السكان. ومن النتائج التي توصّل اليها الباحث ميلر أن هناك كثيراً من العوامل الاقتصادية وقياس القدرات الفردية في بناء حجم المعرفة والتعرف على المستقبل الاقتصادي، والتي على اساسها تم التوصل الى نتيجةٍ، مفادها ان تلك العوامل الاقتصادية لعبت دورا رئيسيا في تطور الانظمة التعليمية؛ فعلى مستوى القراءة جاءت سنغافورة أولا، وجنوب كوريا واليابان والصين ثانياً. وتناول البحث مسحا ميدانيا للمكتبات الاكاديمية والمدرسية والعامة اضافة الى عدد الكتب في المكتبات في كثير من دول العالم التي احتلت فيها المركز الاول استونيا ولاتفيا، والنرويج. وعلى مستوى التجانس في القيم الثقافية، جاءت فنلندا والنرويج وايسلندا والدنمارك والسويد في المركز الاول، بينما صنفت دول العالم من ناحية تقدم النظام التعليمي فنلندا في المركز الاول من بين 10 دول، بينما تناول البحث أيضا الجانب الاستثماري في التعليم وعدد المكتبات والكمبيوترات المنزلية الى جانب عوامل ثقافية اخرى. لم تتناول الدراسة اي ذكر لأي دولة عربية، وهذا يعود الى تخلّف الانظمة التعليمية والسبب في تقديري يعود الى طغيان العوامل السياسية على ميدان التعليم والمعرفة. طبعاً الكويت من البلدان التي لم توفّق في النهوض بالتعليم، كما حصل خلال سنوات نشأة التعليم منذ افتتاح مدرستي المباركية والاحمدية، وتدافع «حشد من علماء الدين والمستنيرين والمعلمين والادباء والتجار في الكويت من المؤيدين لإصلاح التعليم منذ 1920 وقبل ذلك ايضاً». لذلك، نجد اليوم ان المكتبات العامة تتكدّس فيها الكتب، بينما يغيب عنها جمهور القراءة والمعرفة؛ وهذا يعود الى فشل النظام التعليمي الحديث في التحوّل الى التثقيف، بدلا من التلقين الى درجة بلغت التزوير في الشهادات العلمية والحصول على ألقاب اكاديمية من اجل الوجاهة الاجتماعية! يفترض أن تستفيد وزارة التربية من هذه الأبحاث في إصلاح النظام التعليمي الذي يعتمد على التلقين، وليس التثقيف.