الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحثون وأكاديميون في ندوة النصر
نشر في النصر يوم 19 - 12 - 2011

لا خوف على الكتاب من التكنولوجيا والمشكلة في غياب القارئ
يؤكد باحثون وأكاديميون أن الكتاب الالكتروني وبالرغم من ميلاده حديثا إلا أنه بات منافسا قويا للكتاب المطبوع الذي بدأ يفقد بريقه المعهود، وحتى وإن كان البعض منهم يرى أن تزايد الاهتمام بالقراءة الالكترونية سببه السهولة في الوصول إلى مصادر إنجاز البحوث وغيرها من الدراسات. ويؤكدون أن الدول المتقدمة لازالت مهتمة بالكتاب المطبوع بل وطورته إلى الأفضل وجعلته دليلا للالكتروني..باحثون وأكاديميون طالبوا في ندوة "النصر" بتركيز الجهود والحفاظ على علاقتنا بالقراءة أيا كان نوع الكتاب...فالكتب مهما كانت هي وسائط متوافقة للمعرفة سواء كانت ورقية أو الكترونية وبالرغم من كون الكتاب الالكتروني يمثل تقنية حديثة توسع من انتشار المعلومات وتتحدى العراقيل التي يجدها الكتاب الورقي، إلا أن ذلك لا ينقص من دور الكتاب المطبوع كونه المرجع الذي بني عليه الالكتروني ولذلك وجبت المحافظة على الأصل وتطويره . أدار النّدوة: أحمد ذيب
عمر أزراج يتحدث عن تجربته بين الجزائر ولندن
الوطن العربي غير مهتم بصناعة الكتب ولم يفكر في إنتاج الكتاب المهني
يقول الأديب عمر أزراج أن التاريخ الفلسفي مليء بالنقاش حول أهمية الكتاب وميلاده في المسرح الحضري البشري فأفلاطون قدم أطروحة يصف فيها الكتاب بالحقيقة التي لا يقبض عليها إلا الكلام الشفوي، إضافة إلى أن الفيلسوف الجزائري الأصل "جاك دريدا" الذي توصل إلى أن الغرب بدأ يستولي على العالم حين بدأ يكتب التاريخ، فالكتابة هي قدرة كبيرة على اختراق الزمن والقبض عليه وعدم تركه يفر من قبضة الإنسان...
أزراج وفي حديثه أكد أن تجربته مع الكتاب بدأت في الطفولة حيث كان والده تاجر الخضر يمده كل أمسية بمبلغ من المال ليقوم بشراء كتب من السوق، مشيرا بأنه وأهله في تلك الفترة كما بقية السكان كانوا لا يعرفون الكهرباء والغرف الدافئة وبالرغم من ذلك يؤكد بأن تعود على انتعال نعلين من جلد البقر وحيازة كتاب والقراءة تحت أشجار الزيتون وتحت ظل شبح الاستعمار، وكان والده يؤكد له حينها بأن القراءة لها مفتاحان مفتاح الجنة ومفتاح الدنيا، وكانت القراءة باللغة العربية يضيف أزراج مقاومة ثقافية وفكرية ومتعة من أجل المحافظة على أصول الثقافة الأمازيغية والعربية، وكل أبناء هذه المرحلة خلصوا إلى أن الكتاب ليس فقط جسرا للوظيفة وإنما هو جسر للحضارة.
التجربة الأخرى لعمر كانت عندما غادر الجزائر وهو في السادسة والعشرين ربيعا أين تنقل للندن وفي جعبته أربعة مؤلفات ، التجربة كانت مغايرة تماما بحسب أزراج حين شاهد في الميترو آلاف الناس غارقين في قراءة الجرائد أو الكتب، ويرى بان بريطانيا حكمت العالم بالأفكار والكتاب يمثل إحدى الركائز الكبرى التي تتحكم في وجودهم..أزراج قال بأنه سكن لندن أين لا يخلو أي حي من مكتبة عامة . وقال أنه بدأ يقيم علاقات بفضل زواجه بدكتورة مختصة في الطب النفسي، وقال أيضا أنه لا وجود لبيت بدون مكتبة مصنفة وتجد البريطاني يقتني الكتاب مثل اقتنائه الخبز واللباس فهناك عيش مادي وعيش روحي هو الكتاب..أزراج أشار في حديثه عن تجربته في لندن بأنه تعلم شيئا وهو أن الانترنت لا تقدم الفكر والثقافة وهي تقدم ملخص المعلومة وليس لب الفكر، والشباب يذهبون للانترنت وكأنهم يذهبون إلى خزّان الفكر، وحتى وغن كان ذلك يوفر الوقت في الوصول إلى المعلومة إلا انه لا يعوض الكتاب. ويضيف بأنه وجد أيضا المجتمع المثقف إلى جانب الكتاب العملي الذي يفصل كل ما يتعلق بتصليح التجهيزات وقطع الخشب وغيرها من النشاطات التي تحتل أهمية كبرى في مفكرة المواطن البريطاني كونها كتب مهنية مهمة، ولذلك لا ينبغي النظر للكتاب على أنه فضاء للشعر والخيال بل يتسع لعولم كبيرة..
وبالمقابل بقول أزراج بأنه لم يجد الاهتمام بالكتاب المهني الذي يساعد الناس في حياتهم اليومية في مختلف البلدان العربية وابن خلدون يسمي هذه المهن بالصناعات، فلا بد أن ننتقل من ثقافة الشعر والتخيل إلى ثقافة الآداء والكتاب المهني ناقص جدا في الوطن العربي، ولا يوجد تشجيع للمهنيين لتأليف الكتب، وهناك أيضا ما يسمى بالتأريخ الثانوي ويعني لكل قرية مؤرخوها من نساء ورجال ولا بد كذلك من إعادة النظر في التاريخ، وصناعة الكتاب لا تعني شراء الكتاب وقراءته بل هي صناعة الحضارة والحضارة تقوم على التدوين فالذاكرة الفردية تموت والجماعية المدونة لا تموت، ووجب على الفرد منا تدوين مذكراته كما يفعل الفرد البريطاني، وأيضا العلاقة بالكتاب لا ينبغي أن تكون علاقة تصفح وأجيالنا الآن لم تتشبع بالتقليد المرتبط بالبنية الاجتماعية ثقافيا وشعوريا، وفي بريطانيا بحسب ذات المتحدث لا يطبع كتاب في العام إلا وهو مترجم بالتزامن ويوضع بين أيدي الانجليز في جميع المجالات أما على مستوى العالم العربي فنحن متأخرون جدا في مجال الكتاب، فالكتاب هناك ليس مجرد ورق موجود على الرف وإنما هو لحظة حضارية موجودة على الرف، وأيضا هناك في مجال الدوريات والمجلات ما يزيد عن 500 مجلة متخصصة في الشعر ونحن نقول الغرب تكنولوجي ليس له عواطف وذلك لا يعني أن البريطاني يعطي كامل وقته في العواطف.
منير الحمزة جامعة تبسّة
سنّ تشريعات تتماشى والبيئة الالكترونية للحدّ من انخفاض معدلات المقروئية
موضوع مستقبل الكتاب أمام تحديات تكنولوجيات الإعلام والاتصال بحسب الأستاذ في تخصص علم المكتبات والمعلومات بجامعة تبسة منير الحمزة هو أحد المواضيع المثارة بكثرة خلال السنوات الأخيرة في ظل الانتشار المكثف لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، لأن التيار الالكتروني اليوم أصبح جد مؤثر، و المكتبات من أهم المؤسسات التي تأثرت بهذا المد التكنولوجي، فإشكالية الكتاب المطبوع والمكتبة أمام هذه التحديات لا بد أن تكون ضمن رؤية واستراتيجية واضحة المعالم، خاصة بعد التأكد من تعايش كل من الشكل المطبوع والشكل الورقي ومساهمتهما في إيصال المعلومات إلى القارئ أو المستفيد لكن على المكتبات الدخول في هذا المضمار التكنولوجي شاءت أم أبت، لأن البيئة التكنولوجية حققت ميزات لم يحققها الكتاب الورقي فكما للكتاب الورقي جمهوره وللكتاب الالكتروني أيضا جمهوره، و المكتبات في الجزائر بحاجة ماسة إلى إرادة سياسية لإنقاذها بداية بتوظيف المختصين من أهل الاختصاص خاصة في مشروع مكتبة لكل بلدية الذي سيعطي نفسا أو روحا للمكتبة الالكترونية في الجزائر، إضافة إلى العنصر المهم المتمثل في سن تشريعات قانونية تتماشى والبيئة الالكترونية (حقوق المؤلف) بالإضافة إلى لعب الإعلام دور التحسيس بأهمية الاستثمار الأمثل للتكنولوجيات داخل المكتبات بكل أنواعها وهذا دون أن ننسى التأكيد على التدريب والتكوين من خلال إعداد أدلة تدريبية تمكن من الاستخدام الأمثل للمكتبات الحديثة (الالكترونية الرقمية وعلى شبكة الانترنت)، الأستاذ منير اقترح في معرض حديثه ضرورة إنشاء مرصد وطني حول القراءة والمقروئية وتبني التكنولوجيات الحديثة داخل المكتبات سعيا لتلبية حاجات المستفيد وتطوير الخدمات المكتبية والمساهمة في إرساء مجتمع المعلومات وتحقيق التنمية الشاملة.
حجّام العربي قسم الإعلام جامعة أم البواقي
دعم الكتاب أولى من سياسة دعم الخبز
يرى الأستاذ في قسم الإعلام والاتصال بجامعة العربي بن مهيدي بأن السياسات الثقافية لا تتماشى مع والزخم الغنى الثقافي و يقول بأن حركة النشر تبقى دون المستوى ودون استغلال المادة الخام الفكرية..الجزائر بحسبه تعاني تخلفا في مجال إنتاج الأفكار ونحن اليوم بحاجة إلى استثمار فعلي في الذكاء الخام الفكري الذي يبقى دون استغلال ويبحث عن الاستكشاف يقول أحد الباحثين "جريمة أن تدعم سعر الموز وتعزف عن تدعيم سعر الكتاب وغذاء الروح أولى بالدعم"، هناك معطيات بحسب محدثنا تنبئ بخطورة الوضع في الجزائر وقابليتها للغزو الثقافي في ظل العزوف عن المقروئية وهناك الكثير من الأكاديميين قالوا أن عائدات نشر مقال في مجلة غربية تساوي أجر ما يتقاضاه أستاذ جزائري، والجزائر تمتلك حوالي 400 دار نشر منها 10 دور نشر فقط تنشط وتجاري الطرح الفكري الجزائري والبقية لا تستجيب للحراك الفكري ولا تحفز على العطاء وهي مناسباتية، وهناك بحسب الأستاذ حجام من يقول بأن الأزمة أزمة رؤوس والمثقف عازف على إنتاج الأفكار وراح يغط في استرخاء عقلي وجمود فكري فالأستاذ الجامعي يفني حياته في التعليم ولا يستطيع إنتاج مقالة واحدة في جريدة، وكيف نطالب القارئ بالقراءة ولو عدنا للحلقة المتعلقة بالقارئ فيه معدلات محبطة للمقروئية في الجزائر وأسباب العزوف عديدة ومتنوعة في مجالات مختلفة ولا يمكن أن نغفل عامل الاستعمار الذي أسس لدولة الجهل وهي عوامل تحول دون أن تكون القراءة عاملا لإنشاء مجتمع قوامه العلم وسلطته المعرفة، هذا إضافة إلى أن أزيد من 8 ملايين أمي لا يعرف القراءة والكتابة فلا يمكن أن نلج عالم المعلومات ووجب تجسير الفجوة بين الورقي والرقمي بتوفير عديد المتطلبات وإحاطتها بالقارئ.
مهري سهيلة أستاذة مساعدة بقسم علم المكتبات بجامعة عنابة
المكتبات الالكترونية هي منطلق المكتبات الحديثة والمعاصرة
اتجاه المكتبات نحو التحول إلى الشكل الالكتروني فرضته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث تعرف ساحة المكتبات ظهور أنماط جديدة وتسميات متعددة تدل على المكتبات التي تتميز بالاستخدام المكثف للتكنولوجيا ومن أهمها المكتبة التكنولوجية والرقمية الافتراضية حيث قمت هذه المكتبات الحديثة الكثير من الخدمات والتسهيلات للباحثين في الوصول إلى المعلومات متجاوزة حدود الزمان والمكان، بشكل جعل الكثير من المفكرين أو الملاحظين يتخوفون من أن تحل هاته المكتبات محل المكتبة التقليدية أو تلغيها في حين أن هذه الأخيرة تمثل منطلق هذه المكتبات الحديثة وأصلها، فالوعاء الورقي لا بديل له وسيظل مستمرا ولديه قراؤه والمقبلين عليه، كذلك المكتبة التقليدية وأجواؤها لا يمكن أن تعوضه المكتبة الالكترونية بكل التكنولوجيا التي حملتها وبالتالي سيظل هذين النوعين جنبا إلى جنب في خدمة الباحث عن المعلومة.
نظيرة خلفي محافظ في المكتبات والوثائق بسطيف
أمّة إقرأ أضحت لا تقرأ وإحصائيات الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
تبين المحافظ في المكتبات ورئيسة مصلحة الفنون والآداب بمديرية الثقافة لولاية سطيف خلفي نظيرة أن القراءة باتت هاجس كل فرد من أفراد المجتمع والأمة التي تتحكم في العالم الأمة التي تقرأ، وتقرير الأمم المتحدة بين سنتي 2009 و2010 يشرّح الوضع المأساوي الذي آلت إليه المقروئية في الوطن العربي حيث يشير إلى أن صناعة الكتاب في الوطن العربي في السنة الواحدة يقدر ب7 آلاف عنوان لأكثر من 350 مليون نسمة وفي مقارنة بدولة أوروبية صغيرة على غرار بلجيكا نجد أن نسبة صناعة الكتاب سنويا تقدر بنحو 17 ألف عنوان في السنة لما يفوق 10 ملايين نسمة، و الاحصائيات تشير أيضا إلى أن الدخل القومي للدول العربية مجتمعة يقدر ب430 مليار دولار جلّه من إنتاج البترول والغاز فيما تنوعت مداخل بقية الدول فدخل الهند 30 تريليون دولار والصين 5.5 تريليون دولار والولايات المتحدة الأمريكية 10 تريليون دولار وهو أمر يدعو للأسف بالنظر للأرقام المخيفة التي توضح بعمق الكارثة التي نعانيها وهي القراءة، والمشكل الحقيقي بحسب ذات المتحدثة هو صناعة القارئ وبعدها الحديث عن التكنولوجيات التي جاءت مكملة للكتاب الكلاسيكي، وبالعودة للإحصائيات كذلك يقف الجميع على أن نسبة الأمية في الوطن العربي هي في حدود 35% ونصف نساء العرب أميات ونسبة قليلة فقط من إجمالي المتعلمين العرب لهم حواسيب و15% من الطاقة العاملة غير مؤهلة وهي أرقام مرشحة للارتفاع هذا فيما تزيد نسبة الأمية المعلوماتية عن 98%...يعلق الدكتور أحمد بغدادي علي المختص في القراءة والمقروئية في الوطن العربي فيقول:"إذا علمنا أن السنة تتكون من 12 شهرا والشهر من 30 يوما واليوم من 24 ساعة ومعدل عمر الإنسان بفضل الطب الغربي 65 سنة يكون لدينا ما مجموعه 33.696.00 دقيقة وهي حاصل جمع عدد الدقائق لمتوسط عمر الفرد العربي الذي يتعب نفسه ويستهلك منها 390 دقيقة في القراءة طيلة حياته..ألا يستحق هذا الأمر اللطم، شق الجيوب، يكذب من يلقي اللوم على سعر الكتاب فما ينفق على تدخين السجائر والنرجيلة في المقاهي أكثر".
الأستاذ والباحث بلال بن جامع من جامعة عنابة
حقوق التأليف وتراجع نسبة المقروئيّة ساهمت في بروز الكتاب الالكتروني
يدعو الأستاذ المساعد بقسم علم المكتبات بجامعة باجي مختار بعنابة بلال بن جامع المحضّر لرسالة دكتوراه حول الجرائم الالكترونية في حديثه إلى وجوب الاحترام الكامل للكتاب المطبوع باعتباره خير جليس، وسهل الاستعمال، والاستفادة منه في كل الظروف، مؤنس للإنسان في الفراش وفي الحافلة والطائرة، وله جانب جمالي عند وضعه على رفوف المكتبات في البيت، إلى جانب تأكيده على الايجابيات التي يعرفها الكتاب الالكتروني من الاستفادة من عدد كبير من الكتب في حيز ضيق، وسهولة الحصول على عليه، وإمكانية نسخه...فالعالم بحسب الأستاذ بن جامع يعرف اليوم عددا من التطورات التكنولوجية إلى جانب العولمة ومجتمع وتكنولوجيا المعلومات وهي التكنولوجيا التي دخلت وطرقت مختلف المجالات في الشركات والمؤسسات التعليمية وقطاع المعلومات وتأثرت حينها مصادر المعلومات بهذا المجال فالكتاب الورقي الذي عايش الإنسان منذ قرون طويلة، وزاد في انتشاره الكتاب المطبوع وظهر بعدها شكل جديد من أشكال القراءة والمطالعة سواء في الجانب العلمي أو الترفيهي بفضل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكة الانترنت يستند إلى استعمال الكتب ويعرف اليوم بالكتاب الالكتروني، وهو الشكل الذي انتشر في المجتمع واستفاد منه عديد الأفراد والباحثين والطلبة، ومن بين أهم الأسباب التي سارعت في ظهور الكتاب الالكتروني تلك المتعلقة بقلة القراء، فالعالم اليوم وخلال العقود التي خلت يعرف تناقصا في عدد القراء وعزوفا عن القراءة، إلى جانب الحقوق التي تمنح للمؤلف والتي تجعل الناشرين أمام صعوبة كبيرة في طبع المؤلفات ذات الاهتمام الواسع لدى فئات واسعة من القراء بالنظر لقوانين حقوق التأليف، مع ارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة، الأمر الذي يعود بالضرر على المستفيد بطريقة مباشرة وما يسبب عدم قدرته على اقتناء ما يحتاجه من معلومات، مع العامل المتعلق بطول مدة النشر، بحيث تتطلب عملية الطبع مدة طويلة حتى يصل إلى القارئ مما يسبب في بعض الأحيان في تقادم المعلومات، والكتاب الإلكتروني بحسب الأستاذ بن جامع جاء من مايكل ھارت الذي أنشأ عام 1971 مشروع غوتنبرغ حيث يتم فيه نشر جميع الكتب ذات الملكية العامة بصورة إلكترونية على الإنترنت لتمكين الجميع من الحصول على أمهات الكتب من مختلف العصور بطريقة مجانية وحسبه فآخر إحصائية تشير إلى وجود أكثر من 30 ألف كتاب إلكتروني في مكتبة مشروع غوتنبرغ، وبالرغم من عديد العوامل فإن الكتاب الالكتروني له عديد السلبيات أبرزها تكلفة الحاسوب المرتفعة وليس في متناول جميع المواطنين، إضافة إلى تطوره بصورة دائمة، هذا مع تعدد برامج قراءة الكتب الالكترونية واختلافها حسب نظم التشغيل المتعددة، مما يعقد العمل على القارئ، وكذا محدودية عمر الكتاب الالكتروني مقارنة بالكتاب الورقي الذي يمكن حفظه وتخزينه لمدة طويلة، ومع ذلك فللكتاب الالكتروني امتيازات متنوعة منها الفائدة المادية للناشر والمؤلف التي تكون مرتفعة نظرا لربح تكاليف الورق والطبع والتوزيع، إلى جانب اختصار الجهد والوقت على المستفيد عند البحث واختيار الكتب الالكترونية وتحميلها، وهو ما يتطلب الكثير مقارنة بالكتاب الورقي، والكتاب الالكتروني أقل حجما من نظيره الورقي بل بإمكان القارئ حمل آلاف الكتب في الحاسوب والاطلاع على أي منها بطريقة سهلة وبسيطة.
علي بن ميسي عون تقني بمكتبة مالك حداد بقسنطينة
بساطة الكتاب الالكتروني أدت إلى مضاعفة الإقبال عليه
الكتاب المطبوع هو وسيلة في الوقت الراهن لها أهمية كبيرة لا تعوضها أي وسيلة اتصالية أخرى، الكتاب عشت معه قرابة 18 سنة وكان الطالب يتردد على المكتبة دون تصور في سنوات التسعينات وسجل إقبال هائل وبأعداد كبيرة وصلنا حينها حتى 5 آلاف طالب..ومع مرور الزمن تراجعت النسبة لوجود الجهاز الالكتروني مع الانترنت، والناس على اختلاف مشاربهم باتوا يسعون للأشياء البسيطة، كنت في إحدى السنوات مشرفا على قاعة باحثين وكنت حينها أسحب عددا معتبرا من الكتب على مستوى الرفوف بمعدل 300 كتاب في اليوم، ووجدت أن المكتبي في شخصه يلعب دوار كبيرا ويفتح شهية القارئ ويستميله للقراءة وعندما يبحث القارئ عن موضوع وجب مساعدته لمضاعفة رغبته في البحث والتنقيب في الكتب..من جهة أخرى فالكتاب الالكتروني جديد لحد الآن لم نصل إليه والوصول إليه يتطلب تكاليف كثيرة، ونحن نتمنى كمكتبيين أن تساهم الدولة في مشروع المكتبة الالكترونية لأنه مشروع يكمل المكتبة التقليدية ويطور القراءة والبحث، وذلك لكون الطالب بات يميل للالكترونيات، وأنا في المكتبة التي أعمل فيها بقسنطينة أسعى لفتح قاعة انترنت بالموازاة مع قاعة الكتب لأنهما كل متكامل، فالغرب وصل للقراءة بطريقة متطورة والمكتبي عندنا يلزمه تكوين خاص في المكتبة الالكترونية لأنها تحوي إضافات كثيرة يجب تلقينها هذا إلى جانب وجوب التحسين والتطوير في المكتبة التقليدية لمضاعفة الرصيد وجذب القارئ بالكتب الغنية بالمعلومات.. أما عن مصير الكتاب المطبوع فهو وجد حصانة من الكتب الالكترونية وعلينا الآن أن نبحث على رفع نسبة المقروئية بتطوير رفوف الكتب إلى رفوف الكترونية.
أحمد ذيب
مالك جوهر مكتبية بدار الثقافة مولود معمري تيزي وزو
بشاشة المكتبي تساهم دوما في دفع عجلة المقروئية
الكتب المطبوعة هي وسيلة للبحث والتثقيف والترفيه..نحن نرى بأن ظهور التكنولوجيات الحديثة أمر لا يخوفنا كثيرا في الوقت الراهن، أنا كمختصة في علم المكتبات وحسب عدد المقبلين المنخرطين في مكتبة تيزي وزو أرى أن عددا كبيرا منهم ما يزال يستخدم الكتاب المطبوع في مختلف التخصصات وفئة قليلة جدا تلجأ إلى استخدام الأقراص المضغوطة...صحيح بأننا نسمع بأن الكتاب الالكتروني منافس كبير بالنسبة للكتاب المطبوع ولكن يبقى الكتاب الالكتروني بعيد كل البعد عن طبقة كبيرة من المواطنين لأن استخدام الكومبيوتر يخص ويعني ويستعمل من طرف فئات محدودة وقليلة جدا من المجتمع..وكما نعلم نحن في العالم الثالث وفي الجزائر هناك بعض المناطق لم تصلها بعد الطاقة الكهربائية والدخل الفردي الضئيل لفئات كثيرة من العائلات لا يسمح بشراء واستقدام هاته الحواسيب ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة ، وحاليا الكتاب المطبوع يبقى دائما الأنيس والصديق الوحيد للفرد نظرا لمزاياه التي نعرفها كلنا، وعن تجربتي في المكتبة فنقص المقروئية في الجزائر سواء بالنسبة للكتاب المطبوع أو الالكتروني ساهم في نقص الثقافة للقراء، يا حبذا لو أن المكتبيين يحاولون جذب القارئ وتحسيسه بأهمية القراءة وذلك عند قبول ودخول المستفيد للمكتبة انطلاقا من الوجوه البشوشة وطريقة الاستقبال وذلك بهدف توفير الجو والمناخ المناسبين التي ستجعل القارئ يحب أولا اللجوء إلى تلك المكتبة واكتشاف ذلك الكنز الموجود في رفوف المكتبة..من كل هذا أريد أن أقول يجب على المكتبي أن يلعب دورا كبيرا في تحسيس واستحباب القراءة للمنخرطين في المكتبات وجلبهم بطرق أو بأخرى للمكتبات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.